على العباس مع كونه أصغر منه كما نصّ عليه الرضا عليه السلام يدلّ على جهة رجحان فيه ، وما يأتي (١) في ترجمة صفوان بن يحيى ـ من أنّه مات بالمدينة سنة عشر ومائتين وبعث إليه أبو جعفر عليه السلام بحنوطه وكفنه ، وأمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه ـ دالّ على حسن عقيدته ، بل جلالته ، بل وثاقته.
وبالجملة ؛ فلا ينبغي الشبهة في كون الرجل صحيح العقيدة ، فإن لم نعدّ رواياته في الصحاح فلا أقلّ من كونها من أعلى الحسان.
ومن الغريب غاية الغرابة عدّ الجزائري (٢) إيّاه في فصل الضعفاء! وكم له من أمثاله ، ولقد كان ينبغي أن يعدّه في خاتمة الثقات التي أعدّها لمن لم ينصّ على توثيقه وإنّما أحرز وثاقته من القرائن ، ولا أقلّ من عدّه إيّاه في الحسان ، لصحّة عقيدة الرجل بلا شبهة ، وإلاّ لما أمره الإمام عليه السلام بالصلاة على مثل صفوان ، وكفاية المدائح المذكورة في اندراجه في الحسان.
_________________
(١) مزيّة دينيّة لأنّها التي تناسب المقام ، ولازم ذلك كلّه أنّ المترجم كان يتمتّع بملكة دينية ، وقداسة نفسيّة ، تستوجب عدّه ثقة ، ولا أقلّ كونه حسنا ، فتفطّن وتدبّر.
(٢) ذكر ذلك الكشّي في رجاله : ٥٠٢ حديث ٩٦٢ بسنده : .. قال : أخبرني معمّر بن خلاّد ، قال : رفعت ما خرج من غلّة إسماعيل بن الخطّاب .. إلى أن قال : صفوان بن يحيى مات في سنة عشر ومائتين بالمدينة ، وبعث إليه أبو جعفر عليه السلام بحنوطه وكفنه ، وأمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه.
وصرّح في مجمع الرجال ٢١٨/٣ في ترجمة صفوان بن يحيى نقلا عن الكشيّ في رجاله أنّ أبا جعفر الجواد عليه السلام أمر إسماعيل بن موسى عليه السلام بالصلاة على صفوان.
وقد عدّ المترجم في ملخّص المقال في قسم الحسان ، كما وعدّه ابن داود في رجاله في القسم الأوّل.
(٢) في حاوي الأقوال ٢٦٠/٣ برقم ١٢٢٢ [والمخطوط : ٢١٧ برقم (١١٣٥) من نسختنا].