سمّاك قومك سيّدا صدقوا به |
|
أنت الموفّق سيّد الشعراء |
ما أنت حين تخصّ آل محمد |
|
بالمدح منك وشاعر بسواء |
مدح الملوك ذوي الغنى لعطائهم |
|
والمدح منك لهم بغير (١) عطاء |
البشر (٢) فإنّك فائز في حبّهم |
|
لو قد وردت عليهم بجزاء |
ما تعدل الدنيا جميعا كلّها |
|
من حوض أحمد شربة من ماء |
انتهى ما في ترتيب اختيار الكشّي هنا.
وقال الكشّي (٣) في ترجمة يونس بن عبد الرحمن ما لفظه : وجدت بخطّ محمّد ابن شاذان بن نعيم في كتابه ، سمعت أبا محمّد القمّاص الحسن بن علوية الثقة يقول : سمعت الفضل بن شاذان يقول : حجّ يونس بن عبد الرحمن أربعا وخمسين حجّة ، واعتمر أربعا وخمسين عمرة ، وألّف ألف جلد ردّا على المخالفين ، ويقال : انتهى علم الأئمة إلى أربعة نفر أوّلهم : سلمان الفارسي ، والثاني : جابر ، والثالث : السيّد ، والرابع : يونس بن عبد الرحمن.
بيان : لا يخفى عليك أنّ المراد بجابر فيه هو جابر بن يزيد الجعفي لا غيره ، وفي كون المراد بالسيّد هو الحميري تأمّلا بيّنّا (٤) ولعلّه لذلك لم يذكره الكشّي في
_________________
(١) في المصدر : لغير.
(٢) في المصدر : فابشر.
(٣) رجال الكشي : ٤٨٥ حديث ٩١٧.
(٤) أقول : لا أدري وأيم الحقّ لماذا تأمّل المؤلّف قدّس سرّه في عدّ السيّد ممّن انتهى علم الأئمة عليهم السلام إليهم مع أنّ من وقف على نظمه ونثره واطّلع على حجاجه وإقامة الحجج على مخالفيه من الكتاب العزيز والسنة الشريفة ، وتأمل في كيفيّة دحض مزاعمهم وتلفيقاتهم الباطلة ، علم بإحاطته التّامة على جميع مزايا الدين والمذهب ، واتضح له جليّا بأنّ سيّدنا المترجم من المتضلّعين في علوم القرآن المجيد والسنة الشريفة ، ومن المتعمقين في معرفته للأدلّة العقلية ، وكيفية الاستدلال بها ، والدارس منها لنظم السيّد وحجاجه يتّضح له أنّه رضوان اللّه تعالى عليه من أئمّة اللغة والأدب ،