وأربعين وستمائة ، بعد رجوعه من زيارة الغدير ـ يعني من النجف الأشرف إلى الحلّة ـ.
ومنهم : جدّهما جعفر بن هبة اللّه ، وجدّ أبيهما هبة اللّه أبو البقاء ، الّذي روى عنه سنة خمس وستّين وخمسمائة ، ومنهم : شمس الدين محمّد ابن جعفر بن نما المعروف ب : ابن الأبريسمي ، ومنهم : جلال الدين أبو محمّد حسن بن نما ، الّذي يروي عنه الشهيد ، ومنهم : عليّ بن عليّ بن نما ، ومنهم : جدّ الكلّ نما .. إلى غير ذلك من أهل هذا البيت رضي اللّه عنهم.
__________________
وأخوه نجم الدين جعفر الآتي عن أبيهما نجيب الدين محمّد بن جعفر بن أبي البقاء هبة اللّه بن نما ، ويروي عن صاحب الترجمة ولده جلال الدين الحسن بن أحمد الّذي هو من مشايخ الشهيد الأوّل محمّد بن مكي ، روى عنه في الأربعين في ربيع الثاني سنة ٧٥٢ كما صرّح به الشهيد الثاني في شرح الدراية ، ومثّل للرواية عن أربعة آباء ؛ لأنّه يروي الحسن عن أبيه أحمد (المترجم له) ، عن أبيه نجيب الدين ، عن أبيه جعفر ، عن أبيه أبي البقاء. ذكر مختصرا في الأمل ويحتمل بقاء صاحب الترجمة إلى المائة الثامنة ، كما هو ظاهر بقاء ولده الحسن الراوي عنه إلى عام ٧٥٢.
وذكره شيخنا النوري في مستدرك الوسائل ٤٤٣/٣ [الطبعة المحقّقة ٢٠ (٢) ٣٢٩/] ، ورياض العلماء ٦٠/١ ، وغيره من المعاجم.
حصيلة البحث
لا ينبغي التأمّل في وثاقة وجلالة المترجم ، والأعلام من آل نما قدّس اللّه أسرارهم ، فإنّهم بسعيهم البليغ وجهودهم المضنية ، ومثابرتهم في ترويج مذهب الحقّ ، ونشر معارف أهل البيت صلوات اللّه وسلامه عليهم ، وتحمّلهم المصاعب والمشاق المهلكة من أعداء أهل البيت عليهم السلام ، وصل إلينا ما وصل من الأحكام ، وسبل الاجتهاد والاستنباط ، فرضوان اللّه عليهم وجزاهم خير الجزاء ، وإن أبيت من عدّه من الثقات ، لعدم التعدّي عمّن صرّح المتقدّمون بوثاقته ، فلا محيص من عدّه في أعلى مراتب الحسن ، وعدّ الحديث من جهته حسنا كالصحيح ، واللّه العالم.