مستدرك رقم: (٣٨) الجزء الاول: ١٥٨ مناقشة صاحب المنتقى لوالده الشهيد:
ناقش الشيخ حسن ولد الشهيد الثاني رحمه اللّه في منتقى الجمان: ١٣/١ والده - بعد نقل كلامه - بقوله:
و أقول: إن من أمعن نظره في استعمالهم للصحيح في أكثر المواضع التي ذكرها عرف انه ناشئ من قلّة التدبر، و واقع في غير محله، إذ هو نقض للغرض المطلوب من تقسيم الخبر الى الأقسام الأربعة، و تضييع لاصطلاحهم على إفراد كل قسم منها باسم ليتميّز عن غيره من الأقسام، و الأصل فيه - على ما ظهر لي - ان بعض المتقدمين من المتأخرين أطلق الصحيح على ما فيه إرسال أو قطع، نظرا منه الى ما اشتهر بينهم من قبول المراسيل التي لا يروي مرسلها إلا عن ثقة، فلم ير إرسالها منافيا لوصف الصحة، و ستعرف ان جمعا من الأصحاب توهّموا القطع في أخبار كثيرة ليست بمقطوعة، فربّما اتفق وصف بعضها بالصحة في كلام من لم يشاركهم في توهم القطع، و رأى ذلك من لم يتفطن للوجه فيه فحسبه اصطلاحا و استعمله على غير وجهه، ثم زيد عليه استعماله فيما اشتمل على ضعف ظاهر من حيث مشاركته للإرسال و القطع في منافاة الصحة بمعناها الأصلي، فإذا لم يمنع وجود ذينك المنافيين من إطلاق الصحيح في الاستعمال الطارئ، فكذا ما في معناهما، و جرى هذا الاستعمال بين المتأخرين و ضيعوا به الاصطلاح.