١- و قد فرق البعض، فرأى أن الحافظ من وعى مائة ألف حديث متنا و إسنادا، و لو بطرق متعددة، و عرف من الحديث ما صح، و عرف اصطلاح هذا العلم. و قيل: إن الحافظ هو ما فاته أقلّ مما يعرفه، فإذا وعى أكثر من مائة ألف و أصبح ما يحيط به ثلاثمائة ألف حديث مسند فهو: حافظ حجة. و لهم أقوال ركيكة أخرى أدرجها في تدريب الراوي: ٤٩/١-٥٢. أقول: الحق إن تحديد معنى الحافظ سعة و ضيقا لا يخضع تحت ضابطة معينة، بل يرجع الى عرف كل زمان، و لا يصدق على كثير ممن قيل فيه ذلك ما حده القوم، فتدبر. انظر مستدرك رقم (٢١٠) فائدة: معنى له كتاب تاريخ و كتاب تاريخ الرجال. و مستدرك رقم (٢١١) المجاميع الحديثية عند العامة: الصحاح، المسانيد، المعاجم، الجوامع، الأجزاء، المستدركات، المشيخات، المستخرجات. و مستدرك رقم (٢١٢) ألقاب المحدثين: أمير المؤمنين في الحديث!، الإمام، الحاكم،... و غيرها. و مستدرك (٢١٣) ما بقي من مصطلحات درائية.
الفصل السابع في شرف علم الحديث، و كيفية تحمّله، و طرق نقله و آدابه:
اشارة
الفصل السابع في شرف علم الحديث، و كيفية تحمّله، و طرق نقله و آدابه(١):
لا شبهة في شرف علم الحديث و عظم شأنه، و سمو رتبته، و علوّ قدره، و مناسبته لمكارم الأخلاق و محاسن الشيم، و كونه من علوم الآخرة، و إن من حرمه فقد حرم خيرا عظيما، و من رزقه فقد نال فضلا جسيما، و كيف لا و هو الوصلة إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و الأئمة (عليهم السّلام)، و الباحث عن تصحيح أقوالهم و أفعالهم، و الذّب عن أن ينسب إليهم ما لم يقولوه، و لو لا إلا دخول صاحبه به في دعائه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): (نظر اللّه امرأ سمع مقالتي فوعاها)(٢) لكفاه شرفا و فخرا.
و على صاحبه تصحيح النية و اخلاصها، و تطهير القلب من أغراض الدنيا الدنية و أدناسها كحب الرئاسة و..