من الخبر في ترجمة العبّاس بن موسى بن جعفر [عليهما السلام] إن شاء اللّه تعالى.
فإذا انضمّ ذلك إلى ما سمعته من الجماعة في حقّ الرجل ، ظهر لك كونه من أجلاّء الحسان.
لا يقال : إنّ ظاهر عدّة من الأخبار كون إبراهيم بن موسى بن جعفر واقفيّا ، فكيف بنيت على حسنه؟!. فقد روى في الكافي (١) ، في باب أنّ الإمام متى يعلم أنّ الأمر صار إليه ، عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن عليّ بن أسباط ، قال : قلت للرضا عليه السلام : إنّ رجلا عنى (*) أخاك إبراهيم فذكر له
_________________
(١) الكافي ٣٨٠/١ حديث ٢.
(*) نسخة بدل : عزّ. [منه (قدّس سرّه)].
الظاهر هذا : غرّ أخاك بالغين المعجمة والراء ، وقد أشار إلى هذا الاختلاف العلاّمة المجلسي في مرآة العقول ٢٣٦/٤ حديث ٢ نقلا عن شيخه المحدّث الفيض الكاشاني [الوافي ٦٧٣/٣ حديث ١٢٧٨ بيان الحديث] قائلا : وقال بعض الأفاضل : عنى أخاك : أوقعه في العناء والتعب بتلبيسه الأمر عليه في أمر أخيه ، وفي بعض النسخ : غرّ أخاك بالغين المعجمة والراء وهو أوضح وكأن الرجل قد دلّس أو كان واقفيا يقول بحياة الكاظم عليه السلام وأنّه الّذي يملأها عدلا كما ملئت جورا. انتهى ما في مرآة العقول. وأمّا المولى محمّد صالح المازندراني رحمه اللّه في شرحه لأصول الكافي ٣٤٤/٦ فقد قال : وفي بعض النسخ : غر أخاك ، قيل ذلك الرجل أخوهما عبّاس. انتهى.
وفي حاشية الكافي الموجودة وفي النسخة المصححة [الكافي ٣١٢/١ حديث ٢] من قبل الشيخ نجم الدين الآملي كلّها صرّحت بأنّ هناك نسخة اخرى لهذه الكلمة وهي : غرّ أخاك ، فلاحظ.
أقول : وقد تقرأ : عنّ ، أي عني أي قصد وعنّي ـ بالتشديد ـ أي جعله في عناء وضيق.
قال في المصباح المنير : ٥٩٣ ـ ٥٩٤. وفيه : عنيته عنيا ـ من باب رمى ـ : قصدته .. ويعدّى بالتضعيف فيقال : عنّاه يعنّيه إذا كلّفه ما يشق عليه. وفي لسان العرب ١٠٦/١٥ : وعنيت بالقول كذا : أردت ، وفي الصحاح ٢٤٤٠/٦ بزيادة قوله : وقصدت.