واللّه العالم.
__________________
محمّد ابن أحمد بن عبد اللّه أبو إسحاق الطبري المقرئ ، كان أحد الشهود ببغداد ، وذكر لي أبو القاسم التنوخي أنّه شهد أيضا بالبصرة ، والأبلة ، وواسط ، والأهواز ، وعسكر مكرم ، وتستر ، والكوفة ، ومكّة ، والمدينة. قال : وأمّ بالنّاس في المسجد الحرام أيام الموسم ، وما تقدّم فيه من ليس بقرشي غيره ، وكان يكتم مولده ، ويقال : ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وهو مالكي المذهب. قلت : وسكن بغداد ، وحدّث بها عن إسماعيل بن محمّد الصفّار ، وأبي عمرو بن السماك ، وأحمد بن سليمان العباداني ، وعليّ بن إدريس الستوري ، ومن في طبقتهم وبعدهم ، وكان أبو الحسن الدارقطني خرج له خمسمائة جزء ، وكان كريما سخيّا مفضلا على أهل العلم ، حسن المعاشرة ، جميل الأخلاق ، وداره مجمع أهل القرآن والحديث ، وكان ثقة .. إلى أن قال : مات أبو إسحاق الطبري سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة .. إلى أن قال : توفى أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري شيخ الشهود ومتقدّمهم ، وكان ثقة.
وقال شيخنا الطهراني في طبقات أعلام الشيعة للقرن الرابع : ١ ـ بعد أن ذكر ما في معالم العلماء ـ : أقول : يظهر من تصنيفه في مناقب أهل البيت اعترافه بحقّهم ، وتستره بكونه مالكيّا ، بل قراءة الرضي القرآن عليه تشهد بحسن حاله من جهات ، وقد قرأ عليه أيضا الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن عبد الرحمن الحسيني الشجري صاحب كتاب التعازي ، كما في صدر اسناد بعض نسخ مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني ، الّذي قرأه صاحب الترجمة على مصنّفه أبي الفرج عليّ بن الحسين الزيدي الشيعي.
وبالجملة ؛ هو ممّن أخذ من علماء الشيعة وأخذ منه علماؤهم وعظماؤهم ، ويأتي والده : أحمد بن محمّد المقري الّذي هو صاحب أحمد بن بديل ، ومن مشايخ التلعكبري بالإجازة .. وله ترجمة في طبقات القراء ٥/١.
حصيلة البحث
بعد التصريح بكونه كان مالكيّا لا مجال لتوهم إماميته ، نعم لم يكن ناصبيّا ، بدليل تأليفه في المناقب ، وأخذه من بعض الإمامية والزيدية وأخذهم عنه ، فعليه يكون متّضح الحال والقول بتستّره بمذهبه تفيد احتمال صرف ، لا يسنده دليل.