مولده ونشأته :
ولد قدس سره في طوس واليها ينسب ـ قال الحموي في معجم البلدان [ ٤٩/٤] : « وهي مدينة بخراسان بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ ، تشتمل على بلدتين يقال لاحداهما الطابران، وللاخرى نوقان، ولهما أكثر من ألف قرية، فتحت في أيام عثمان بن عفان، وبها قبر علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وبها أيضاً قبر هارون الرشيد» ـ في شهر رمضان المبارك سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ( ٣٨٥ ) للهجرة النبوية فكان مولده منبثق أنوار الفضيلة، ومبدء الافاضات العلمية، ورضع من ثدي الايمان، وترعرع في أحضان الولاية، وتربى تربية صالحة، انطبعت في سلوكه وسيرته، في أخلاقه وأفعاله فاختار الثقافة والتهذيب، فولى وجهه نحو علماء طوس ، فأخذ عن كبارها ، و اعلام أدبائها، ومشاهير محدثيها، وأئمة فقهائها .
رحلته :
وبعد أن قطع شوطاً من الدراسة، واغترف غرفة من معين العلم، تاقت نفسه الى الرحلة الى بغداد ـ عاصمة العلم آنذاك ـ يرحل لا طمعاً في مستقبل موهوم ، ولا تراث زائل، بل يرحل للتزود من معين علمائها ، وللتوثق من مروياته التي استقاها، ليرويها وهو واثق كل الثقة بقيمة ما يروي، ونفاسة ما يحدث ولا ينبئك مثل خبير .
أجل: رحل رحلته الميمونة سنة ثمان وأربعمائة (٤٠٨) للهجرة، فكان مورد اهتمام العلماء الاعلام والفقهاء العظام، منهم: علم الشيعة ومنار الشريعة الشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان أعلى الله مقامه الشريف ، فحضر عنده، ولازمه، وتتلمذ عليه، الا ان الحظ لم يحالفه أكثر من خمس سنوات.