أن تذكر كلام أرباب اللغة في معنى النادر، وسائر ما يشتق منه ، ثم أعقبه بذكر المقصود منه على الاصطلاح .
فأقول : أولاً : في مجمع البحرين في ماده : ندر ، ندر الشيء ندوراً ، من باب قعد : سقط ، وشد ، ومنه النوادر .
وفي القاموس : نوادر الكلام : ماشد وخرج من الجمهور، والنادر من الحديث في الاصطلاح : ما ليس له أخ، أو يكون ، لكنه قليل جداً ، ويسلم من المعارض ، ولا كلام في صحته بخلاف الشاد ، فإنه غير صحيح ، أو له معارض .
إلى أن قال : والندرة : القلة ، ومنه لقيته في الندرة ، أي : في ما بين الأيام ، وندر الكلام ندارة : فصح وجاد (۱) ، انتهى كلامه .
وفي هذا الكلام غنى عن تعرض سائر كلمات اللغويين ، فإنه الله قد أشار إلى ما هو فوق المراد لغة .
وأما ثانياً : فهي في الاصطلاح ، وإن اضطربت كلمات القوم في تعيين المراد منها ، واختلفت عباراتهم في شرح ذلك ، لكني أذكر ما ظفرت عليه في شرح هذا اللفظ ، وتفسيره، والترجيح على ذمة الناظر .
فأقول : النوادر وكتاب النوادر وما يرادفهما في الاصطلاح عبارة عن طائفة من الأحاديث، التي لندرتها وقلتها ، أو لقلة العامل بها، لا يمكن اندراجها في الأبواب التي عقدها المحدث في كتابه ، وذكر الأحاديث فيها مع مناسبة بينها وبين ما ذكر في الأبواب ، لذا يعقبها بذكر باب النوادر ، أو يصنف كتاباً فيها ، ويتعرض لذكر هذه الطائفة من الأحاديث ، ويسميها بكتاب النوادر، أو كتاب نادر، وأمثال هذه التعبيرات .