أنت تقول ذلك يا
أمير المؤمنين وأنت وصاحبك اللذان وثبتها وانتزعتما منا الأمر دون الناس ؟ فقال :
إليكم يا بنى عبد المطلب ، أما إنكم أصحاب عمر ابن الخطاب فتأخرت وتقدم هنيهة ،
فقال : سر لا سرت ، فقال : أعد على كلامك ، فقلت : إنما ذكرت شيئاً فرددت عليك
جوابه ، ولو سكت سكتنا ، فقال : إنا والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوة، ولكن
استصغرناه وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب وقريش لما تذورها (١) ، قال :
فأردت أن أقول : كان رسول الله الله يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره ، فتستصغره أنت
وصاحبك ؟! فقال : لا جرم فكيف ترى والله ما نقطع أمراً دونه ، ولا نعمل شيئاً حتى
نستأذنه (٢) .
والأمر الثاني : ما حكاه عن يحيى بن أكثم أنه قال الشيخ بالبصرة : بمن اقتديت في جواز المتعة ؟ فقال : بعمر بن الخطاب ، فقال : كيف هذا وعمر كان أشد الناس فيها ؟ قال : لأن الخبر الصحيح قد أتى أنه صعد المنبر فقال : إن الله ورسوله أحلا لكم متعتين وإني أحرمهما عليكم وأعاقب عليهما ، فقبلنا شهادته ولم نقبل تحريمه .
وفي هدية الأحباب ناقلاً عن المجلد الثاني من المحاضرات في الحد السادس عشر]: ودفع رجل إلى أمرد درهماً فلما كشف أيره استعظمه فامتنع ، فقال الرجل : إما أن تستدخله وإما أن تشتم معاوية؟ فقال : الصبر على الاستدخال أهون من شتم خالي وخال المؤمنين ، فلما أدخله فيه قال : آخ ، يارب هذا في هوى وليك قليل ، اللهم إني قد بذلت نفسي دون شتم
(۱) في الروضات والمحاضرات : قد وترها.
(۲) روضات الجنات ۳ : ۲۱۱ - ۲۷۳٫۲۱۲ - المحاضرات للراغب الأصبهاني ٢ :
٤٧٨ ، ط: دار الحياة .