ومع ذلك كله فقد
كان الله شديد الورع ، كثير التواضع خصوصاً مع الذرية النبوية والعصابة العلوية
كما يظهر من المسائل المدنية وغيرها .
وقد سمعت من مشايخنا رضوان الله عليهم مذاكرة إنه كان يقضي صلاته إذا تغير رأيه في بعض ما يتعلق بها من المسائل ؛ حذراً من احتمال التقصير في الاجتهاد، وهذا غاية الاحتياط ومنتهى الورع والسداد .
وليت شعري كيف كان يجمع بين هذه الأشياء التي لا يتيسر القيام ببعضها لأقوى العباد والعلماء، ولكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وفي مثله يصح قول القائل :
ليس من الله بمستبعد أن يجمع العالم في واحد
والمسؤول من الناظرين أن لا يبادروا علي في إطالة الكلام في المقام، والعفو عن إرخاء القلم، فإن حقوق هذا الحبر العليم العلام أكثر وأشهر من أن يقدر مثل هذا الضعيف عن أدائه وبيانه ، والعذر عند كرام الناس مقبول ، وهو ولي الإكرام والإنعام .
٩١٤٤ - كتاب منهاج البراعة : في شرح نهج البلاغة ، للسيد السند المتبحر ، جامع الفضائل ، المتوزع الزاهد، ومجمع الفواضل ، الكامل في أنحاء العلوم من الأصول والفروع ، والمعقول والمنقول ، حبيب الله محمد ابن هاشم الهاشمي العلوي الموسوي الخوئي التبريزي ..
وجنابه من علمائنا المتأخرين المقاربين العصرنا، قد شرح هذا الكتاب المستطاب بشرح كافل جامع في عدة مجلدات، طبع منه ست مجلدات، تعرض فيه لكلمات الشارحين ، مع فوائد جمة من تدقيقات نفسه ، وتحقيقات شريفة من أفكاره اللطيفة .
والحق أنه قد أتعب نفسه في هذا الكتاب ، فصار شرحه من أجمع