بل ان بعض من أحب ان يعد نفسه من المؤلفين كلما اعترض عليها ازدادها شهرة وفخاراً، وكلما سعى في تسويد صفحات كتابه بذلك افادها منزلة واعتباراً ، فاشتهرت شرقاً وغرباً ، وما من مكتبة من مكاتبهما إلا وفيها نسخة منها ، وكل ذلك لا يكون إلا من عند الله المطلع على مكنون كل ضمير ، ومن هو بنيات عباده العاملين بأمره خبير فانه : « يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير» (٢) .
اذا عرفت ما فيها ووفقت على حقيقة مطالبها ، فسرح الطرف في غياض رياضها واغترف من زلال حياضها ما شئت من سير اخبار هذه الأمة وعلمائها ، ومن احاديث شريفة ، وآثار صالحة لطيفة ، وعقائد دينية ، ومباحث فقهية ، وفتاوى شرعية ، وقوانين أصولية ، وكليات رجالية ، وقواعد نحوية ، وقصائد شعرية ، ومقالات نثرية ، ومطارحات ومناظرات ، وفكاهات وحكايات ونوادرات ، الى غير ذلك من العلوم المتفرقات ، اذ فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، وفي وصفها تكل الألسن .
طبعت في طهران على كاغذ جيد وخط عال في ٧٧٦ صفحة في سنة ١٣٠٦ ، على نفقة الأمير الكبير ، والمشير الدبير ، الاجل الاكرم ، الأميرزا فتح علي خان المشتهر بصاحب ديوان بلغه الله غاية الرضوان وألبسه من حلل الجنان .
وقد وقعت فيها اغلاط مطبعية لا تخفى على الأديب فضلاً عن (۱) النجم ٥٣ : ٣٠ .
(۲) اقتباس من قوله تعالى في سورة آل عمران آية ٢٦ .