والثاني: أنه أوتي الكتاب وحياً، وأوتي من التبيين مثله، أي أذن له أن يبين ما في الكتاب، فيعم ويخص، ويزيد وينقص، فيكون في وجوب العمل به ولزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرآن (۱).
ومن الأعاجيب أن في صحاحهم الستة وأصولهم المعتبرة من الموضوعات على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله طوائف جمة، شواهد الوضع عليها قائمة، وآثار الاختلاق فيها ظاهرة، وهم يتناقلونها ولا يتعرضون الموضوعيتها أصلاً.
أما يكفي شاهداً على ذلك أن في زمن معاوية بن أبي سفيان كان منه لمن يروي حديثاً في فضل الخلفاء الثلاثة صرة !؟ ولمن يمحو حديثاً في مناقب علي عليه السلام صرتان!؟ وسيرة من بعده من بني أمية وبني العباس أيضاً في هذه
عليه السلام صرتان!؟ وسيرة من بعده من بني أمية وبني العباس أيضاً في هذه الشكيمة مستبنية.
وناهيك في حقيقة الأمر قول الخليل بن أحمد النحوي العروضي حيث سئل عن حال أمير المؤمنين عليه السلام وقيل له: ما تقول في علي بن أبي طالب عليه السلام؟ فقال: ما أقول في حق امرئ كتمت فضائله أوليائه خوفاً وكتمت مناقبه أعداؤه حسداً ثم ظهر من بين الكتمين ما ملأ الخافقين). إنتهى ما أفاده مع تلخيص، وذكرناه بطوله لكثرة فوائد ما حققه، فاغتنمه وكن من الشاكرين.
٤٥٤٣ - كتاب الخطاب الفاصل للعالم الجليل السيد علي محمد المعروف بتاج العلماء، من أسباط السيد دلدار علي الهندي، وهذا الكتاب ترجمة كتابه الآخر الموسوم بفصل الخطاب في حلية شرب الدخان بالفارسية، المتوفى سنة ١٣١٢.
٤٥٤٤ - كتاب الخونة لأمير المؤمنين عليه السلام: لأبي الحسن
(١) النهاية ٤: ٢٩٥
(۲) الرواشح السماوية: ۱۹۳ - ۲۰۳