قلت: نعم، أيام حياتك، قال: سل، فقلت: ما بال أصحاب النبي صلى الله عليه وآله كأنهم كلهم بنو أم واحدة وعلي بن أبي طالب عليه السلام من بينهم كأنه ابن علة؟
قال: من أين لك السؤال ؟ قلت: قد وعدتني الجواب؟ قال: وقد ضمنت لي الكتمان؟ قلت أيام حياتك، فقال: ان علياً عليه السلام تقدمهم إسلاماً، وفاقهم علماً، وبذهم شرفاً، ورجحهم زهداً، وطالهم جهاداً، والناس إلى أشكالهم وأشباههم أميل منهم إلى من بان منهم وفاقهم (١).
ونقل عنه أيضاً أنه سئل عن فضيلة علي بن أبي طالب عليه السلام؟ فقال: ما أقول في حق من أخفى الأحباء فضائله من خوف الأعداء، وسعى أعدائه في إخفائها من الحسد والبغضاء، وظهر من فضائله مع ذلك كله ما ملأ المشرق والمغرب (۲).
وفي نقل آخر : ما أقول في رجل كتم أولياؤه فضائله خوفاً، وأعداؤه حسداً، وظهر من بين الكتمين ما ملأ الخافقين.
وفي الخلاصة: كان أفضل الناس في الأدب، وقوله حجة فيه، واخترع علم العروض، وفضله أشهر من أن يذكر، وكان إمامي المذهب (۳). إنتهى.
وكان قد صادف عصره عصر الصادق عليه السلام، ويقال: أنه كان من جملة أصحابه ايضاً، وله الرواية عنه في كتب أصحابنا المتدينين، المتوفى سنة
(۱) کشف الغمة ٤١١:١.
(۲) انظر روضات الجنات ٢٩٤٫٢٩٩:٣
(۳) رجال العلامة: ١٠٫٦٧