لقدرك ، فحدثني عن نفسك بحديث اتعظ به ، ويكون لي زاجر صدق عن الموبقات
فقال أبو عبد الله عليه السلام : عليك بالحلم فإنه ركن العلم ، وأملك نفسك عند أسباب القدرة ، فإنك إن تفعل كل ما تقدر عليه كنت كمن شفى غيظاً أو أبدى حقداً ، ويجب أن يذكر بالصولة ، واعلم أنك إن عاقبت مستحقاً لم يكن غاية ما توصف به إلا العدل ، ولا أعلم حالاً أفضل من حال العدل ، والحال التي توجب الشكر أفضل من حال التي توجب الصبر .
فقال أبو جعفر المنصور : وعظت فأحسنت وقلت فأوجزت ، فحدثني عن فضل جدك علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام حديثاً لم تروه العامة
فقال أبو عبد الله عليه السلام : حدثني أبي عن جدي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ليلة أسري بي إلى السماء فتح لي في بصري غلوة كمثال ما يرى الراكب خرق الإبرة مسيرة يوم ، وعهد إلي ربي في علي ثلاث كلمات . فقال : يا محمد ، فقلت : لبيك ربي ، فقال : إن عليا إمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، وهو [ الكملة (۱) التي ألزمتها المتقين ، وكانوا أحق بها وأهلها ، فبشره بذلك ، قال : فبشره النبي صلى الله عليه وآله بذلك ، فقال : يا الله عليه وآله ، وإني أذكر هناك ؟ فقال : نعم ، إنك لتذكر في الرفيع الأعلى .
فقال المنصور : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء (٢)
(١) أثبتناه من المصدر .
(۲) بحار الأنوار ۱۰ : ۱۸٫۲۱۶ .