. كشف الأستار ٫ ج ٣
وكان قد حج على قدمه خمسين حجة يقول : مضيت إلى أبي القاسم البلخي إلى بلخ بعد زيارتي الرضا عليه السلام بطوس ، فسلمت عليه ، وكان عارفاً بي ، ومعي كتاب أبي جعفر بن قبة في الإمامة المعروف بالإنصاف ، فوقف عليه ونقضه بالمسترشد في الإمامة
فعدت إلى الري فدفعت الكتاب إلى ابن قبة فنقضه بالمستثبت في الإمامة ، فحملته إلى أبي القاسم فنقضه بنقض المستثبت ، فعدت إلى الري فوجدت أبا جعفر قد مات ( رحمه الله ) (١) .
١٥٥٤ - كتاب الإمامة : لهذا الشيخ أيضاً كما عرفته من فهرست ابن النديم ، وعبر عنه النجاشي بالمسألة المفردة في الإمامة .
وقد اشتهر من هذا الشيخ المعظم بالقول بعدم جواز التعبد بما وراء العلم ، واستحالة العمل بخبر الواحد ، كما في الكتب المتداولة .
قال شيخنا المحقق الأنصاري ( قدس سره السري ) : ويظهر من الدليل المحكي عن ابن قبة في استحالة العمل بخبر الواحد عموم المنع المطلق الظن ، فإنه استدل على مذهبه بوجهين :
الأول : أنه لو جاز التعبد بخبر الواحد في الإخبار عن النبي صلى الله عليه وآله لجاز التعبد به في الإخبار عن الله تعالى ، والتالي باطل إجماعاً .
والثاني : أن العمل به موجب لتحليل الحرام وتحريم الحلال ، إذ لا يؤمن أن يكون ما أخبر بحليته حراماً وبالعكس .
وهذا الوجه كما ترى جار في مطلق الظن ، بل في مطلق الأمارة الغير العلمية ، وإن لم يفد الظن (٢) .
(۱) رجال النجاشي : ۱۰۲۳٫۳۷۵ .
(۲) فرائد الأصول : ٤٠ .