وهذا هو الكتاب المعروف برجال الشيخ في هذه الأزمان ، ويرمزون له في كتب الرجال برمز جخ ، وغرضه الأصلي من وضع هذا الكتاب كما أشار إليه المحقق الكاظمي في عدته بنقل صاحب المستدرك ، هو جمع أصحابهم عليهم السلام وظاهر الصحبة الاستقامة ، وكون التابع على ما عليه المتبوع ، كما أن ظاهر صحبة النبي صلى الله عليه وآله الإسلام .
ويؤيد ذلك جريان طريقته على التنبيه على الانحراف مع وجوده ، ويظهر منه أيضاً أن غرضه تعداد أسمائهم وجمع شتاتهم ، لا تمييز الممدوح منه من المذموم ، وتوثيقه بعضهم في خلال ترجمته استطرادي أو لدفع شبهة .
ولذا ترى أنه لم يوثق فيه من لاخلاف فيه كزرارة ، ومحمد بن مسلم ، وليث المرادي أبي بصير ، وهشام بن الحكم ، وابن سالم .
ولما خفيت القرائن وضاعت الكتب وطالت المدة ، صار أغلب ما ذكره مجهولاً لنا ، بل جل المجاهيل الموجودة في الكتب إنما هو من هذا الكتاب .
والمهم في هذا المقام دفع ما يتراءى في هذا الكتاب من التناقض من ذكر الرجل في بابين مختلفين ، كذكره تارة فيمن يروي وأخرى في باب من لم يرو، حتى أوقع ذلك بعض الناظرين في التوهم فظن التعدد ، وذكر أمثله في هذا الباب
وقيل أو يقال في دفع هذه التناقض وجوه :
الأول : الأخذ بظاهره حذراً من التناقض والحكم بالتعدد ، كما فعله ابن داود في أكثر المقامات ، وفيه ما هو مذكور في تراجمهم
الثاني : إن الشيخ قد يقطع على رواية الراوي عنهم عليهم السلام بلا واسطة ، فيذكره في باب من روى ، وقد يقطع بعدمها فيذكره في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام ، وقد يشك في ذلك ولا يمكنه التفحص عن حقيقة