قلت . يؤيد ما أفاده ما في حاشية المغني للشيخ تقي الدين الشمني في باب (اذن) عند ترجمة ابن بابشاد ما لفظه : وهو الإمام أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاد ، مات سنة تسع وستين وأربعمائة .
حكى ابن خلكان عنه ، أنه كان يوماً في سطح جامع مصر يأكل شيئاً وعنده بعض أصحابه ، فحضره قط فرموا له لقمة فأخذها في فمه وغاب ، ثم عاد إليهم فرموا له شيئا فأخذه وذهب ، ثم عاد ففعل ذلك مرارا فتبعوه ، فإذا هو يدخل إلى خربة فيها شبه بيت خراب ، في سطح ذلك البيت قط أعمى ، فإذا هو يضع الطعام بين يديه ..
فلما رأى الشيخ ذلك ترك خدمة السلطان ولزم بيته والاشتغال بالعلم ، و با بشاد كلمة أعجمية معناها الفرح والسرور (۱) ، انتهى .
والشاهد في هذه الجملة الأخيرة ، وإن كان في نقل القصة العجيبة نصيحة كاملة وعظة شاملة ، حيث كان هذا الحيوان الأخرس قد سخر الله تعالى له هذا القط ، وهو يقوم بكفايته ، ولم يحرمه الرزق ، فكيف يضيع الإنسان بلا رزق ، وهو أشرف خلقه ، ومن يتوكل الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَودَعَهَا كُلَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ (۲) والحمد لله رب العالمين ..
۱۳۱۲ - كتاب الإمامة : وهو الفضل بن عبد الرحمن ، قال النجاشي : بغدادي متكلم جيد الكلام ، قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله : كان عندي كتابه في الإمامة ، وهو كتاب كبير (۳) .
(۱) وفيات الأعيان ٢ : ٥١٦ ٫ ۳۰۸
(۲) هود ١١: ٦.
(۳) رجال النجاشي : ٣٠٦ ٫ ٨٣٩