قال : ولا أعلم إلّا قال : ونفض الفراش بيده ، ثم قال لي : يا أحمد إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام عاد صعصعة بن صوحان في مرضه ، فقال : يا صعصعة لا تتخذ عيادتى لك ابهة على قومك . قال : فلما قال أمير المؤمنين عليه لصعصعة هذه المقالة ، قال صعصعة : بلى ـ والله ـ أعدّها منّهً من الله عليّ وفنملاً ، قال : فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : إن كنت على ما علمتك لخفيف المؤونة حسن المعونة ، قال : فقال صعصعة : وأنت والله ـ يا أمير المؤمنين ـ على ما علمتك بالله عليماً ، وبالمؤمنين رؤفاً رحيما (١) .
وفي هذا الخبر الشريف من النهي عن المباهاة على الأقران والأقوام ، خصوصاً لمجالسة الملوك والأمراء ، ومعرفة صعصعة لأمير المؤمنين وفضل نفسه شيء كثير ، اللّهم احفظنا . أنفسنا ، واجعلنا من الخاشعين الداخرين ، بحق إمام الأنبياء وأوصيائه الطاهرين المعصومين آمين .
١٠٣ ـ كتاب الآيات الناسخة والمنسوخة : وهو للشيخ فخر الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتّوج البحراني ، قال في اللؤلؤة نقلاً عن كتاب بعض أفاضل متأخري المتأخرين وتكنيته تارة بجمال الدين ، وأُخرى بفخر الدين ، ومرّة بشهاب الدین : فاضل عالم نبيه ، وهو المجتهد المشهور بابن المتّوج . وقوله في كتب متأخري الأصحاب مذكور ، كان من تلامذة الشيخ فخر الدين ولد العلّامة ، وروى عنه الشيخ شهاب الدين أحمد بن فهد ابن إدريس الأحسائي المعروف بابن (٢) فهد ـ إلى أن قال ـ وله من المؤلّفات
__________________
لا من نسبنا إليه الواقعة نقلاً عن فهرست الكشي ، وإن كان صدور تلك الرأفة منه عليهالسلام بالنسبة إليهما غير بعيد ، فإنهم عليهمالسلام أدلّاء الرشاد من الله تعالى على العباد ، والله العالم . (منه قده) .
(١) رجال الكشي ١ : ٢٨٤ / ١٢١ .
(٢) وقبر هذا الشيخ كما في لؤلؤة اليوسفي [ ١٨٠ ] معروف بجزيرة اُكُل بضم الأولين وهي المشهورة الآن بجزيرة النبي الصالح من بلاد البحرين حماها الله تعالى من الشين . (منه قده) .