ثمّ إنّ صاحب القصيدة هو من غلمان السيد الشريف نقيب العلويين رضي الموسوي صاحب نهج البلاغة ، وأسلم على يديه بعد أن كان مجوسياً ، وينتهي نسبه إلى الملك العادل أنوشيروان ، وشعره حسن يشتمل ، وحسبه شرفاً تصنيف السيد هذا الكتاب على القدح في الخلفاء السالفين ، وحسبه شرفاً تصنيف السيد هذا الكتاب فر شرح قصيدته .
وفي معالم العلماء : أبو القاسم (١) بن مهيار بن برزويه الديلمي ثم البغدادي ، من غلمان الشريف اَلرضي رضي الله عنه ، جمع بين فصاحة العرب ومعاني العجم ، وقال له أبو القاسم بن برهان : انتقلت بإسلامك إلى النار ، قال : كيف ذلك ؟ قال : لأنك كنت مجوسياً فأسلمت فصرت تسب السلف في شعرك ، قال : لا أسب إلّا من سبّه الله ورسوله (٢) إنتهى ، وببالي أنّ بعض أشعاره يوجد في المناقب ، فليراجع (٣) .
وبالجملة إنّ لهذا السيد الجليل مقامات عالية وتصنيفات غالية نشير إليها إن شاء الله في مواضعها ، ومات سنة ثلاث وسبعين وستمائة حشره الله أجداده الطاهرين ، وفي لؤلؤة البحرين : قبـره الآن في الحلّة مزار مشهور ، وقد ظهر في السنين الأخيرة برؤيا رآها بعض الصالحين (٤) .
__________________
(١) في المصدر : أبو الحسين .
(٢) معالم العلماء : ١٤٨ .
(٣) مناقب ابن شهر آشوب ذ : ٢٧٢ .
منها هذه القطعة الشريفة في مخاطبته لأمير البررة في تركه مقاتلة الكفرة الفجرة :
تركت أمراً ولو طالبته لدرت |
|
معاطس راغمته كيف تجتدع |
صبرت تحفظ أمر الله ما اطرحوا |
|
ذباً عن الدين فاستيقظت إذ هجعوا |
ليشرقنّ بحلو اليوم مُرّ غدٍ |
|
إذا حصدت لهم في الحشر ما زرعوا |
لكاتبه عني عنه : (منه قده) .
(٤) لؤلؤة البحرين : ٢٤٢ .