يتأمل فيه من جهة أبي هاشم (١) .
ولا يتوهم من هذا الكلام الموهم ما فيه التنقيص بجلالة أحمد ، فإنّ له محامل صحيحة مذكورة في شروح الكافي ، ولعلنا نشير إلى بعضها حيث يناسب المقام .
وبالجملة جلالة قدره وعظيم منزلته مما لا يحتاج إلى البيان ، وله في أبواب معاجزهم وفضائلهم ما لا يحصى ، وفي ربيع الشيعة : أنه من السفراء والأبواب المعروفين (٢) ، ويروي عنه البرقي ، وعلي بن إبراهيم ، وأبوه سهل ابن زياد ، وأحمد بن إسحاق ، وأحمد بن محمّد بن عيسى ، ومحمد بن عيسى ، ومحمد بن الوليد ، وابن أبي عمير ، كما في التهذيب في فضل زيارة أبي الحسن وأبي محمّد عليهماالسلام (٣) وغيرهم .
وكثرة روايته ورواية هؤلاء المشايخ عنه معتمدين عليه يكفينا في جلالته ، وغاية اخلاصه واختصاصه بهم ، وبراءة ساحته عن الغلو ، بل كل ذلك من شواهد الرفعة والعلو .
ولا ينافيه ما ورد في كشف الغمة في باب مولد أبي جعفر الثاني حديث عنه في صدور المعجزة عنه عليهالسلام وفي آخره فقلت : جعلت فداك ، أني مولع بأكل الطين فادع الله لي (٤) ، إنتهى . فلعله كان مسلوب الاختيار في الأكل بحيث لا يقدر على الترك ، والله أعلم .
٦٠٧ ـ أصل داود بن كثير الرقي : قال الشيخ في الفهرست : له أصل يرويه باسناده عن ابن أبي عمير عن الحسن بن محبوب عنه (٥) ، وكذا
___________________
(١) تعليقة البهبهاني : ١٣٦ .
(٢) اعلام الورى : ٤١٦ .
(٣) التهذيب ٦ : ٩٣ / ١٧٦ .
(٤) كشف الغمة : ٢ : ٣٦١ .
(٥) فهرست الشيخ : ٦٨ / ۲۷۱ وفي نسختنا : البرقي ، والظاهر أنه تصحيف .