يعلم علم (١) .
وفي باب حسن المعاشرة بإسناده عنه ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام والبيت غاصّ بأهله ، فيه الخراساني والشامي ومن أهل الآفاق ، فلم أجد موضعا أقعد فيه ، فجلس أبو عبد الله عليهالسلام وكان متكئاً ، ثم قال : يا شيعة آل محمّد ، اعلموا أنّه ليس مناً من لم يملك نفسه عند غضبه ، ومن لم يحسن صحبة من صحبه ، ومخالفة من خالقه ، ومرافقة من رافقه ، ومجاورة من جاوره ، وممالحة من مالحه ، يا شيعة آل محمّد ، اتقوا الله ما استطعتم ، ولا حول ولا قوة الا بالله (٢) .
وأما استفادة الذم من الحديث الّذي أشار إليه فعجيب ، ففيه بإسناده عن أبي الربيع الشامي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال لي : ويحك يا أبا الربيع ، لا تطلبن الرئاسة ولا تك ذنباً ، ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله ، ولا تقل فينا ما لا نقول في أنفسنا ، فإنك موقوف ومسؤول لا محالة ، فإن كنت صادقاً صدقّناك ، وان كنت كاذباً كذبناك (٣) .
وهذا لا يفيد ذماً ، ففي التنزيل : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) (٤) ( وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ) (٥) ولو كان ذماً لم يروه ولم ينقله ، ولو كان ذمـاً ونقله ، فلعل نقله له يشعر بتنبهه من الغفلة ، وندمه على الزلّة ، فما كل ما يوعظ به الرجل وينهى عنه يكون فيه.
وقد نهى عليهالسلام عبد الله بن مسكان وأبا حمزة الثمالي ومحمّد بن
__________________
(١) الكافي ١ : ٢٠١ / ١ .
(٢) الكافي ٢ : ٤٦٥ / ٢ .
(٣) الكافي ٢ : ٢٢٦ / ٦ .
(٤) الإِسراء : ١٧ : ٣٦ .
(٥) القصص : ٢٨ : ٨٨ .