وقد استدل الشهيد في شرح الإِرشاد على صحة رواياته ، برواية الحسن ابن محبوب عنه كثيراً ، مع الإِجماعٍ على تصحيح ما يصحّ عن الحسن بن محبوب ، وروى عنه ابن مسكان أيضاً ، وهو من أصحاب الإِجماع ، وجملة منهم رووا عنه كثيراً .
ولو قيل بتوثيقه وتوثيق جميع أصحاب الصادق عليهالسلام إلّا من ثبت ضعفه لم يكن بعيداً ، لأنّ المفيد في الإِرشاد ، وابن شهر آشوب في معالم العلماء ، والطبرسي في إعلام الورى قد وثّقوا أربعة آلاف . من أصحاب الصادق عليهالسلام ، والموجود منهم في جميع كتب الرجال والحديث لا يبلغون ثلاثة آلاف ، وذكر العلّامة وغيره أن ابن عقدة جمع الأربعة آلاف المذكورين في كتاب الرجال .
ونقل بعضهم أنه ذكر أبا الربيع (١) ، إنتهى .
وإنما ذكرناه بطوله مع تلخيص مّا لكثرة فوائده ، وهي نافعة في أكثر التراجم من أصحاب الصادق عليهالسلام المذكورين من غير نصّ بالوثاقة .
وفي المستدرك : ومما يستغرب في المقام ما في التعليقة من أنّ في الكافي في باب طلب الرئاسة (٢) حديثاً يدل على تشيعه ، إلّا أنه يستفاد منه ذمه (٣) ، إنتهى .
قلت : أما تشيعه فهو كما قال المحقق السيد صدر الدين : غير خفيّ على من تتبع أخباره ، منها : ما في الكافي في باب أنّ الإِمام إذا شاء أن يعلم علم ، بسندين فيهما : صفوان عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد عن أبي الربيع الشامي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ الإِمام إذا شاء أن
__________________
(١) أمل الآمل ١ : ٨٢ / ٧٩ .
(٢) الكافي ٢ : ٢٢٦ / ٦ .
(٣) تعليقة البهبهاني : ٣٨٩ .