الهمامين سيدنا ومولانا ابي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم الحليم وسبطه أبي جعفر الإِمام محمّد تقي الجواد على مشرفها التحية والثناء إلى يوم التناد .
وفيه الإِشارة إلى شيعية الرجل ، حيث دفن في هذا المقام الأمين من بركة الحجتين على الخلق أجمعين .
وفي الروضات : وتقدم عند عضد الدّولة وصنّف الإِيضاح في النحو ، والتكملة في التصريف .
ويقال : أنه لما عمل له الإِيضاح استصغره ، وقال له : ما زدت على ما أعرف شيئاً ، وإنما يصلح هذا للصبيان ، فمضى وصنّف التكملة وحملها إليه . فلما وقف عليها قال : غضب الشيخ وجاء بما لا نفهمه نحن ولا هو .
وكان معه يوماً في الميدان . فقال له : بم ينتصب المستثنى في قولنا : قام القوم إلّا زيداً ؟ فقال الشيخ : بفعل مقدّر ، فقال له : كيف تقديره ؟ فقال : أستثني زيداً ، فقال له : بم قدرت أستثني فنصبت ؟ فهلّا قدرت امتنع زید فرفعت ! ؟ فانقطع الشيخ وقال له : هذا جواب ميداني فإذا رجعت قلت الجواب الصحيح .
قيل : ثم أنه لما رجع إلى منزله وضع في ذلك كلاماً حسناً فحمله إليه فاستحسنه (١) .
وجملة من إفاداته في العربية مبثوثة في مجمع البيان مع رعاية التعظيم له ، ومنها : في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ) (٢) ثم قال : وهذا كلّه مأخوذ من كلام أبي علي الفارسي ، وناهيك به فارساً في هذا الميدان نقاباً يخبر عن مكنون هذا
__________________
(١) روضات الجنات ٣ : ٧٦ / ٢٤٨ .
(٢) المائدة : ٥ : ١٠٦ .