الأول : أنّ المحكي عن كتاب الفصول للشيخ السديد الشيخ محمد بن النعمان المفيد ، أن الناووسي هو من وقف على جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام ، ولم يقل بإمامة من كان بعده من أولاده الطاهرين ، ولا بأس بنقل ألفاظه الشريفة .
قال الشيخ : ثم لم تزل الإِمامية على القول بنظام الإِمامة حتى افترقت كلمتها بعد وفاة أبي عبد الله عليهالسلام حي لم يمت ولا يموت حتى يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلًا كما ملئت ظلماً وجوراً لأنه القائم المهدي ، وتعلقوا بحديث رواه رجل يقال له عنبسة بن مصعب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : إن جاء كم من يخبركم عني بأنه غسلني وكفنني ودفنني فلا تصدقوه . وهذه المقالة رجل من أهل البصرة يقال له : عبد الله بن ناووس ، انتهى (١) .
ومن البيّن الواضح أن الرجل الواقف على الصادق عليهالسلام بحيث يعتقد القائمية والمهدوية فيه لا يروي عن أبي الحسن الكاظم عليهالسلام قطعاً ، وقد عرفت في ترجمة النجاشي له ما هو حق للمنصف الخبير .
الثاني : أن النجاشي الشيخ المعظم في هذا الفن لم يعترض لذكر هذه النسبة أصلاً ، وهذا دليل قوي على عدم صحة هذه النسبة لما صرحوا في ترجمة هذا الشيخ ، بأنه مقدم كل الرجاليين في الضبط والتبحر وشدة الاطلاع ونهاية الإِضطلاع بحيث يقدمون كلامه على سائر الكلمات ويستندون إليه عند الشبهات ، وكتابي الشيخ أيضاً ساذجين (٢) عن هذه النسبة خالصين عن تلك التهمة .
__________________
(١) الفصول المختارة : ٢٤٧ .
(٢) يقصد بها المؤلف : صافيين خاليين .