القدس سرّه ، كما . ا في أحسن الوديعة : عالماً فاضلاً ، وزاهداً عابداً ، ومحقّقاً مدقّقاً ، وفقيها نبيلًا ، ومجتهداً جليلًا ، وقد انتهت إليه بعد سيدنا الكوه كمري رحمهالله رئاسة البحث والتدريس في الغربي السري ، وأتى بتحقيقات وافية في مقام التأسيس ، وأكثر علماء العراق بل وجميع الآفاق كانوا من المتلّمذين لديه والمتخرجين عليه ، ومؤلّفاته أقوى شاهد على ما قلناه وأعظم برهان على ما ادعيناه .
وقد كان فضلاء عصره وتلامذة بحثه يقدمونه على معاصره العلّامة الشيرازي ـ إلى أن قال ـ كتاب الإِجارة المشتمل على المعاطاة والفضولي ، فهو كبدائع اُصوله من بدائع الفقه ، توفي رحمهالله في الغرّي السرّي سنة ١٣١٢ عام وفاة معاصره العلّامة الشيرازي ، ودفن في الحجرة الواقعة عن يمين الخارج من باب ساعة الصحن المرتضوي .
٥١٢ ـ كتاب أسماء أمير المؤمنين من القرآن : للحسين بن القاسم بن محمّد بن أيوب بن شمّون ، أبي عبدالله الكاتب ، قال النجاشي : وكان أبوه القاسم من جملة أصحابنا ، له كتاب أسماء أمير المؤمنين عليهالسلام من القرآن ، أخبرنا أحمد بن عبد الواحد قال : حدّثنا أبو طالب الأنباري عنه بكتبه (١) . وقال ابن الغضائري كما في الخلاصة : ضعفوه ، وهو عندي ثقة ، ولكن بحث فيمن يروي عنه ، قال : وكان أبوه القاسم من وجوه الشيعة ، ولكن لم يرو شيئاً (٢) .
وأقول : إن دأب ابن الغضائري المسارعة إلى الجرح في جملة من الثقات كما أشرنا مراراً ، ومع هذا صرّح بتوثيق الرجل ، ولعلّ من ضعّفه إنما
___________________
(١) رجال النجاشي : ٦٦ / ١٥٧ .
(٢) رجال العلامة الحلي : ٥٢ / ٢٥ .