بقي الكلام في حسن حال صاحب العنوان أو
ذمّه ، قد عرفت من الخلاصة تضعيفه ، لكن أظهر المحقّق البهبهاني: أن هذا التضعيف
ليس من اجتهادات العلّامة ، بل شيء قلّده ابن الغضائري المسارع إلى الجرح كثيراً ،
ونسب ذلك الاستخراج إلى ابن طاووس، لكن يخالفه ما أشرنا إليه من النجاشي من الحكم
بضعفه ، وهو من أجلّاء هذه الطائفة ، ثبت ثقة ، مقـدّم على كلّ الرجاليين ، غير
مقلد في التعديل والتجريح أحداً من الأصحاب .
ويحصل من كلام هذين الشيخين ظنّاً
قويّاً ، بل الظن المتاخم للعلم ، أن الرجل لا يعبأ به أصلاً ، إلّا أن رواية
الثقة الجليل إبراهيم بن هاشم . عنه يفيد المدح الباذخ والشرف الجليل ، وقد حكم
الأصحاب في غير موضع بصحّة روايات إبراهيم بن هاشم بل ذكروا في حقّه أنه أول من
نشر الحديث بقم .
والقّميون كانوا يخرجون الراوي بمجرد
توهم الريب أو الطعن على معتقدهم فيه ، ويطعنون بمن يروي عن المجاهيل والضعفاء
والمراسيل ، بل يستثنون من رجال نوادر الحكمة رجالاً كثيرة ، ولم يوجد شيء من ذلك
في إبراهيم ، وهذا من أقوى أمارات المدح عمّن يروي عنه هذا الراوي الجليل .
ثم إن في ترجمة عبد الله بن إبراهيم
الجعفري في كلام النجاشي شيء يناسب المقام ، ويؤيّد المرام ، لا بأس بذكره ، قال
بعد ترجمته : له كتب ، محمّد منها : كتاب خروج بن عبد الله ومقتله ، وكتاب خروج
صاحب فخ ومقتله ـ ثم ذكر طريقه إليه بهذه العبارة ـ أخبرني عدّة من أصحابنا عن
الحسن ابن حمزة ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن بكر بن صالح عن
عبد الله بن إبراهيم ، وهذه الكتب تترجم لبكر بن صالح
، فليتأمّل .
أما بني ضبّة المذكورة في المقام فهي
كما في المجمع : قبيلة بالكوفة وقبيلة بالبصرة ، وضبّة اسم رجل ، وأقول : إن بني
ضبّة البصريين هم الذين
___________________