يونس بن عبد الرحمن
الذي شأنه ودرجته كدرجة سلمان عن رجل متّهم بالضعف غير راوٍ عن الإِمام ، كما يظهر
ذلك من عبارة الشيخ .
الثاني : ما يظهر من عبارة الشيخ في
التهذيب والاستبصار في أحاديث الخمس ، أنه أدرك أبا جعفر الثاني عليهالسلام ، وذكر له معه
خطاباً في الخمس ، فإن غاية ما يستفاد من هذه العبارة أن إبراهيم بن هاشم قد توفي
في عصر الجواد عليهالسلام
، ولم يدرك زمن الإِمامين الهمامين العسكريين . ومن كان هذا شأنه لا بدّ أن يروي
إمّا عن الإِمام بلا واسطة ، أو ممّن روى عن الإِمام ، ولم يمكن روايته عمّن كان
متأخراً عنه في الوجود ، كما يظهر ذلك التأخّر من ترجمته في باب فيمن لم يرو عنهم عليهمالسلام .
فإن قيل : يمكن أن يكون صاحب العنوان
معاصراً لإِبراهيم بن هاشم ، وإن كان غير راو عن الأئمة ، ومع ذلك كان إبراهيم
راوياً عنه .
قلت: على أنه يبعد هذا الاحتمال من أصله
لا يلائم ما ورد في بعض كلمات أعاظم الأصحاب من أن إبراهيم كان خصيصاً بيونس بن
عبد الرحمن وتلميذاً له ، وظاهر هذه الكلمة يعطي أنه لا يروي إلّا ممّن كان كيونس
وأضرابه ، وعلى الجملة يمكن المناقشة في كل الوجوه المذكورة بما يوجد أيضاً في
كلمات الرجاليين من رواية الرجل عن مثل من كان في الضعف كالمعنون صاحب الكتاب وغير
راءٍ أيضاً عن الأئمّة : فإن الشيخ ذكر أيضاً في باب فيمن لم يرو عنهم عليهمالسلام : إسماعيل بن مرار ،
وقال : روى عن يونس بن عبدالرحمن ، وروى عنه إبراهيم بن هاشم
، أي عن إسماعيل كما فهمه الأصحاب ، وهكذا رواية إبراهيم بن هاشم عن ابن رجاء
الجحدري ، فإنه أيضاً ممن لم يرو عنهم ، وعلى أي حال قد وافقنا صاحب المنهج في
الاتحاد ، والله أعلم بما هو المراد .
__________________