وجسمه جسم إسرائيلي ، على خدّه الأيمن خال كأنّه كوكب درّي ، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئِت جوراً ، يرضي في خلافته أهل الأرض وأهل السماء الطير في الجو (١) .
تتمّة مهمّة في ذكر مصطلح أهل الدراية في لفظ الحافظ .
اعلم أنّ كثيراً من المحدثين من العامة والخاصة يلقبون بهذا اللقب ، كالحافظ أحمد بن محمّد المتقدّم المعروف بابن عقدة ، الرجالي صاحب كتاب أسماء الرجال ، الذي مرّ منا الإِشارة في خلال الأحوال ؛ والحافظ رجب البرسي صاحب مشارق الأنوار ؛ وهذا المحدّث الذي كلامنا فيه .
ولست في مقام تعداد من سمي بذلك ، بل أقول : إنّ مصطلحهم فيمن يسمّى بالحافظ من كان حافظاً لما يزيد على مائة ألف حديث بأسانيدها عن ظهر قلبه ، كما أن الحجّة عندهم من كان يحفظ ثلاثمائة ألف حديث ، والحاكم من أ أحاط حفظه بالجميع .
وأما عند القرّاء والمجوّدين فإطلاق الحافظ على من يقرأ جميع القرآن في أحسن التجويد بالقراءات العشر أو السبع أو الواحدة منها لا أقل ، فلا تكن في ذلك على غفلة وكن على بصيرة صافية .
وفي كتاب نظام الأقوال من مؤلّفات نظام الدين القرشي أحد تلامذة شيخنا البهائي ، قال : ورأيت قبره في أصبهان (٢) ، وكان مكتوباً عليه : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : مكتوب على ساق العرش لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، محمّد بن عبد الله عبدي ورسولي ، وأيدته بعلي بن أبي طالب عليهالسلام ، رواه الشيخ الحافظ المؤمن الثقة العدل أبو نعيم احمد بن
__________________
(١) کشف الغمة ٢ : ٤٦٩ .
(٢) وفي الروضات : [ ١ / ٢٧٥ ] وقبره الآن معروف بمحلة درب الشيخ أبي مسعود من محلّات أصبهان في مزارها الكبير المعروف پاپ بخشان . (منه قده) .