في عالي درجة من المعرفة بحق أهل البيت عليهمالسلام ، والاعتقاد لفرض طاعتهم ، ولزوم محبتهم كيف لا ؟ ومن الظاهر على كلّ ذي دربة أن مثله كان يدري بالقطع أن العلم والمنزلة والكمال ليس يلتمس إلّا من عندهم ولا يوجد إلّا فيهم ، وأن نفسه أفضل من سائر من كان يقدم عليهم بمراتب شتى ويرشدك إلى هذا ما قد ينقل من كتابه الطهارة ، أنه قال في بحث الشجاعة منه : واسمع كلام الإمام الأجل سلام الله عليه الذي صدر عن حقيقة الشجاعة ، فإنه قال لأصحابه : إنّكم إن لم تُقتلوا تموتوا ، والذي نفس ابن أبي طالب بیده لألف ضربةٍ بالسيف على الرأس أهون من ميتةٍ على الفراش ، إنتهى (١) .
ولهذه النكتة الشريفة أدرجنا كتبه في تلك الأوراق ، أداءً الحقوق من تمسك بأذيال الطاهرين من الأرجاس ، والمتحلّين بحسنات الأخلاق ، لعل الله يرحمنا بمحبّتهم في يوم التلاق ، ثم إنه يظهر من المجالس أن لصاحب العنوان كتباً شريفة في فن الطب وعلم الأبدان من جملتها .
١٧٨ ـ كتاب الأشربة : وهو يناسب الباب ، ونقل عن طبقات الأطبّاء : كان أبو علي مسكويه فاضلا في علوم الحكمية مميّزاً فيها ، خبيراً لصناعة الطب ، جيداً في اُصولها وفروعها ، وله من الكتب كتاب الأشربة ، كتاب البطيخ ، كتاب تهذيب الأخلاق ، إنتهى ما أردنا نقله .
١٨٨ ـ کتاب الأربعين : وهو كما يظهر من كتاب كشف الغمّة ،من مؤلفات الشيخ الفقيه الحافظ المكنّى بأبي نعيم ـ بالتصغير ـ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصفهاني ، وقد عدّوه جماعة من علماء العامة ، إلا أن بعض علمائنا الإِمامية صرّحوا بتشيّعه وأنه من من أجلّاء هذه الطائفة الحقة ، ومن كبراء هذه الفرقة المحقة ، وينتهي نسب
__________________
(١) روضات الجنات ١ : ٢٥٦ / ٧٨ .