واما شمولها لجميع احوال الانسان ، فلانها لم تترك جانبا من جوانب حياته الا واستوعبته كمال الاستيعاب . فالانسان - طبقا لفلسفة التكوين - يمتاز ببعدين : بعد فكري وبعد عملي، والأول يكون معتقداته والثاني سلوكه العملي ، ولذلك يحتاج الى شريعة يستوعب بعده الفكري والعملي ، والشريعة الممتازة هي الشريعة القادرة على استيعاب هذين البعدين استيعا بأ كاملا صحيحاً بحيث لم يبق أي فراغ فيهما . والاسلام امتاز على سائر الشرايع بهذه الميزة ، فلو تتبعنا الشريعة نراها تتكون من بعدين :
البعد الاعتقادي : الذي يكون قسماً كبيراً من الشريعة الاسلامية ، كالاعتقاد بالمبدأ والمعاد وحاجة الانسان الى الهداية من طريق بعث الرسل ونصب الائمة والاعتقاد بكون الانسان مكلفا من قبل الله الملازم للاعتقاد بالاختيار وغير ذلك من الامور التي بينتها الشريعة كمعتقدات في القرآن الكريم والسنة .
البعد العملي أو البعد السلوكي : ويمكننا ان نقسم هذا البعد الى قسمين :
۱ - البعد السلوكي الاخلاقي : ونقصد بذلك مجموعة الأوامر والنواهي الواردة في الشريعة سواء في الكتاب العزيز أو السنة الشريفة المتضمنة للجانب الاخلاقي في الانسان كالتواضع ، والمحبة ، وعون الآخرين ، والحلم ، والصبر ، وترك الحسد ، والبهتان ، والغيبة ، والفحش ، والبطالة ، والكسل ، الى غير ذلك من الأمور الاخلاقية .
٢ - البعد السلوكي الحكمي : ونقصد بذلك مجموعة الأوامر والنواهي الواردة في الشريعة المتضمنة للجوانب العملية الأخرى مع غض النظر عن الاخلاق مثل احكام المياه والعبادات ، والمعاملات البيع ، والاجارة ، والهبات ...) والجهاد والنكاح والطلاق المواريث ، والحدود والقصاص . . . ففي هذا القسم تبين الشريعة مثلا الجرائم التي يستحق فاعلها حدا خاصا مثلا أو موارد القصاص