يشتمل الكتاب على ٣٢٧ ترجمة من أعلام
المذهب الإمامي الذين جاوروا مكّة المعظّمة وأغلبهم من رجال القرن العاشر والحادي
عشر الهجريّين ، وقد كان للمحدّثَين الإسترآباديَّين دور كبير في تنشيط الحوزة
العلمية بمكّة المكرّمة ، وتربية الطلاّب والمحصّلين على الفقه الإمامي وحديثه.
وممّا يلفت النظر في هذا الكتاب كثرة
الإجازات المكّيّة ، وكثرة تداول كتب الحديث واستنساخها بظلّ عناية الرحمان ، ومجاورة
بيته دار الأمان.
وازدان الكتاب بتصاوير ونماذج من
المخطوطات من إجازة ، أواستنساخ ، أوتملّك ، أو إهداء ، أووقف ، أومذكّرة وما
شابهها ، بخطوط أصحابها ممّا أضفى على الكتاب حلّة قشيبة وزاد في رونقها ، وجمالها
وأناقتها ، وهي١٥٠ تصويراً مخطوطاً. وتخلّل التراجم عشرة إيضاحات ، وهي مهمّة
للغاية ، لأنّها تصحّح عدّة من الأخطاء والهفوات التي وقع فيها أصحاب التراجم
والرجال.
وقد أعلن المؤلّف في المقدّمة أنّ
القارئ إذا وقف على تفاوت بين ما ورد في هذا الكتاب وسائر المصادر ـ خاصّة فهارس
المخطوطات ـ فليعلم أنّ المؤلّف قد راجع المخطوطات أومصوّراتها ، وجدّد النظر فيما
قال المفهرسون.
يلاحظ القارئ الكريم في طيّات الكتاب
نماذج واضحة للعلاقات الودّية التي كانت بين علماء المذاهب الإسلامية في مكّة
المعظّمة ، ونحن نذكر نموذجَين :
١ ـ ألّف القاضي أحسن بن محمّد المكّي
تعريب (زيج ألغ بيك) بطلب من الإمامين محي الدين عبد القادر بن محمّد الحسيني
الطبري ، وشهاب الدين أحمد