والفلسفة والرياضيّات ، ثمّ انتقل إلى إصفهان ، فحضر درس الحكمة والفلسفة عند الآخوند المولى إسماعيل واحد العين ، وفي نفس الوقت درس الفقه عند محمّد علي النجفي ، ثمّ سكن في مدرسة (كاسه كران) ، وحضر درس الآخوند المولى علي النوري ، في الفلسفة والحكمة ؛ وكانت مجموع المدّة التي قضاها في إصفهان وحوزتها العلمية ثمان سنوات ، عاد بعدها إلى مدينة مشهد وقام بمهمّة تدريس الحكمة والفقه والأصول ولمدّة خمس سنوات متتالية.
ثمّ مكث في كرمان مدّة ثلاث سنوات ، انتقل بعدها إلى سبزوار ، وشكّل فيها حلقة درس كبيرة في المدرسة الفصيحية ، والتي عرفت بعد ذلك بمدرسة (الحاج المولى هادي السبزواري) ، وكان يدرّس فيها دروس الحكمة من خلال كتب صدر المتألّهين الشيرازي ، وغالباً ما كان يعتمد في تدريسه على كتاب الأسفار وفي بعض الأحيان يعتمد على كتاب المبدأ والمعاد ، أو كتاب الشواهد الربوبية بالإضافة إلى كتبه المصنّفة ، والتي كان يقوم بتدريسها قبل انتشارها ، وكان له أسلوب جذّاب في التدريس والإفادة ، تشدُّ طلاّبه إليه وتجذبهم نحوه.
له من الآثار العلمية القيّمة كتب ورسائل ذكر بعض المترجمين سبعة وثلاثين أثراً له ، توزّعت على مختلف المناحي العلمية الفلسفية ، والفقهية ، بل والنحوية والبلاغية ، إلاّ أنّ ما كتبه في العلوم العقلية ، والحكمة والفلسفة والمنطق ، لها قدم السبق في قائمة مؤلّفاته. فهو صاحب غرر الفوائد في الحكمة الإلهية والتي يفتتحها بقوله الجميل :