الأوّل : أن يكون تغييراً في وجود الشيء إلى العدم ، نحو : (اِنْعَدَمَ).
الثاني : أن يكون تأثيراً في وصف نفس الشيء فقط ، نحو : (اِنْعَلَمَ).
الثالث : التأثير في وصف جسم الشيء(١) ، أي سواء كان له نفس أم لا ، وسواء غيّر وصف نفسه على فرض كونه ذا نفس أم لا ، نحو : (اِنْكسَرَ).
والمراد بـ : (العِلاج) هو القسم الأخير وهو أظهر الأقسام ، أمّا من القسم الثاني فقط فظاهر ، وأمّا من القسم الأوّل فلأنّ التغيير في وصف الشيء مع بقاء موضوعه يبقى في ذكر الناس بالنظر إلى موضوعه وملاحظتهم إياه بخلاف التغيير في وجود الشيء إلى عدمه؛ فإنّ ملاحظة الشيء بالنظر يحصل إلى وصفه الخارجي غالباً وحيث عُدم في الخارج عُدم النظر إليه وصار منسيّاً في الغالب. فعلى ما ذكرنا فيكون المراد بقوله (وتأثير) : تأثير جسماني.
(لايقال : اِنْكرَمَ واِنْعَدَمَ)(٢) :
لأنّ الأوّل من القسم الثاني ، والثاني من القسم الأوّل. فما وقع في التصريف من لفظ (الانعدام) وما يشتقّ منه فهو من المتحدّثات(٣).
__________________
(١) في الأصل كانت كلمة (نحو) هنا ، لكن حذفناها للسياق.
(٢) في الأصل : لايقال انعدم وانكرم.
(٣) العدم ليس أثراً متحقِّقاً حتّى يكون قبوله مطاوعاً لشيء ، لكنّه نزل منزلته وغالب استعماله في كلام أرباب المعقول ، ولايستعمل إلاّ في العدم الطارئ على الوجود؛ لأنّ العدم الأزلي لايشبه الأثر بوجه فلاينزل منزلته. شرح الشافية لمعين الدين الفسوي : ٥٨. والدسوقي يذكر أنّ هذا الاستعمال في لسان المتكلّمين : «والانعدام لحن لم يثبت في اللغة والمتكلّمون