من السياق ، قال : «الضميرُ في (ساقتها) لكتائب الحرب ، وإنْ لم يَجْر لها
ذكر صريح ، بل ما يحصل من معنى الذكر وهو الناس ، فكأنّه قال : فَسَاقَ الناسَ وهم
يومئذ كتائب عليه ، فكنتُ في ساقتها ، حتّى تولّت تلك الكتائب بأسرها ، لم يبقَ
مَن يغالبه» والساقة ، جمع سائق ، كما أنّ القادة جمع قائد ، ويصوّر
لنا الإمام عليهالسلام
مكانه في ساحة
الحرب ، وكيف كان يطرد الكافرين من ساحة القتال ، حتّى يكونَ في آخرهم ، «لأنّ
السائق إنّما يكون في آخر الركب أو الجيش».
واختلف شرّاح
النهج في إرجاع هذا الضمير ، فاحتمل الراوندي أمرين فيه : أنْ يرجع إلى الحرب ، أو
إلى الدعوة المحمّدية المباركة. على حين أرجعه محمّد جواد مغنية إلى الناس في زمن
النبي(صلى الله عليه وآله) ، فهو عليهالسلام قد ساقهم حتّى بلغوا منازل العزّة والكرامة ، قال : «الضميرُ
في ساقَتِها ، وتولَّت بِحَذافِيرِها يعودُ إلى الناسِ الذين ساقَهُمُ النبي ، حتّى
بلغَ بهم منازلَ العِزَّةِ والكرامة ، ويريد الإمامُ أنَّه قد ساهم في ذلك».
أمّا الخوئي
فتابع البحراني في أنّ الضميرَ راجعٌ إلى كتائبِ الحَرْب ، لأنّه عليهالسلام إنّما خطب هذه الخطبة وهو في طريقه إلى حرب أهل الجمل ، فأراد
أنْ يُذَكِّرَ الناس أنّه قاتل المشركين في أوّل الدعوة الإسلامية ، حتّى أسلموا ،
وكيف
__________________