فضائلَ جَمَّةً تَعْرِفُها قُلُوبُ المؤمنينَ ، ولا تَمُجُّها آذانُ
السَّامِعِينَ». ذهب البحراني إلى أنّ التنكير لـ : (ذاكر) فيه الدلالة
على تزكية نفس الإمام عليهالسلام
، إذ هو
المقصود بـ : (ذاكر) في النصّ ، قال : «والذاكرُ يعني نفسه ، وإنَّما نَكَّرَهُ
ولم يأت ِ بالألف واللام ، ولم ينسبْه إلى نَفْسِه ، لأنّ في ذلك تصريحاً للدلالة
على تزكية نفسه» وهذه الدلالة للتنكير ممّا انفرد بها البحراني ، إذ لم
يُشِر الشرّاح قبله إلى هذا المعنى ، وتابعه في الإشارة إلى دلالة التنكير هذه حبيب الله
الخوئي قال : «وأَرادَ مِنْ قَوْلِه : (لَذَكَرَ ذاكِرٌ) نَفْسَهُ الشريفةَ ، ثُمَّ
وَصَفَ الفضائلَ بأنّها بلغت في الشهْرَةِ والوُضُوحِ مَبْلَغاً تَعْرِفُها قلوبُ
المؤمنينَ» ، وقدْ علّل الإمامُ
عليهالسلام
عدم ذكر فضائله
، بأنّ اللهَ تعالى نهى عن هذا الشيء ، قال تعالى : (فَلاَ تُزَكّوا
أنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتّقَى).
٢ ـ ومن أمثلة
ذلك ما في قول الإمام عليهالسلام
في طلحة
والزبير : «وأنّ مَعِي لَبَصِيرَتي مَا لَبَّستُ ، وَلاَ لُبِّسَ عَليَّ ، وأنّها
لَلفئةُ الباغيةُ فيها الحَمَأُ والحُمَةُ».
ذكر البحراني
دلالة (أل) التعريف الداخلة على (الفئة الباغية) هي (أل) العهدية ، ذلك أنّ الإمام
عليهالسلام
«كانَ عِنْدَه
علمٌ مِنَ الرسولِ(صلى الله عليه وآله) أنَّه سَتَبْغِي عليه فئة من
__________________