حذفِ المضافِ ، وإقامةِ المضافِ إليه مقامَه ، أي : وغداً وقتُ السِّباقِ»(١). ويبدو أنّ وجهَ النصبِ في (المضمار والسباق) أولى ، لسببين :
أوّلهما : ورود الرواية الصريحة بالنصب ، وهي رواية الشريفِ الرضي التي تُسَمّى بالنسخة الخطّية ، أو النسخة الأمِّ(٢).
والسبب الآخر : التكلّف الظاهر في رفع الاسمين ، فإنّ ما تأوّله الشرّاحُ في (اليوم ، وغداً) من معنى الاسمِ الصريح ، وإلغاء الظرفية منهما ، فيه من التكلُّف ما لا يخفى ، ولأنّه مع الإبقاء على (اليوم ، وغداً) ظرفين مُبْهَمين لا يصِحُّ رفعُ (المضمار والسباق) ، لأنّ المضمار ليس عين (اليوم) ، ولا (السباق) عين (غداً) ، ذلك أنّ المضمارَ ليس اسماً مجرّداً للزمانِ ، بل هو زمانٌ مشتمل على حَدَث هو التضميرُ ، فهو زمانٌ مخصوصٌ.
المبحث الثاني : الدلالة التركيبية :
حفل شرح البحراني بذكر الكثير من هذه العلاقات بين مفردات التركيب ، وما تؤدّيه من معنًى ، كالتعريف والتنكير ، والإضمار ، والإضافة ، وغير ذلك ، وسيعرض البحث لأمثلة منها :
١ ـ في قوله عليهالسلام : «ولولا ما نهى اللّهُ عنه مِنْ تَزْكِيَةِ المَرْءِ نَفْسَهُ ، لَذَكَرَ ذاكِرٌ
__________________
(١) المصدر نفسه ٢ / ٦٣.
(٢) ينظر : بهج الصباغة ٧ / ٣١٧.