من عندِ واحد»
، لكنّ
الإمامية أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القرّاء وأنّ الإنسان مخيّر بأيّ
قراءة شاء قرأ .
وقد اهتمّ
الشريف المرتضى بالقرءات القرآنية في تفسيره للآيات الكريمة واحتجّ بها في بيانه
لدلالة النصّ القرآني ، ويرجّح قراءة على أخرى ، ويشير إلى اختلاف القراءات
وعلاقتها بالنحو أو اللغة وقد عرض الشريف لما فيه قراءتان أو أكثر من الآيات
الكريمة وبيّن ما يرتضيه منها ، وما لا يرتضيه من الشواذّ ويؤيّد كلامه بما يستشهد
به من كلام العرب وأشعارهم .
من ذلك قوله
تعالى : (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكم بِشَرّ مِّن
ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ
مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِك شَرٌّ
مَّكاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ)
.
بقوله : «فإن
قيل : فهَبُوا هذا التأويل ساغ في قراءة مَن قرأ بالفتح ، أين أنتم عن قراءة من
قرأ (وعَبُدَ) بفتح العين وضمّ الباء ، وكسر التاء من (الطاغوتِ) ومن قرأ (عُبُدَ
الطاغوت) بضمّ العين والباء ومن قرأ (وعُبَّدَ الطاغوت) بضمّ العين والتشديد ، ومن
قرأ (وعُبَّادَ الطاغوت).
قلنا : المختار
من هذه القراءة عند أهل العربية كلَّهم القراءة بالفتح ، وعليها جميع القرّاء
السبعة إلاّ حمزة ، فإنّه قرأ ، (عَبُدَ) بفتح العين وضمّ الباء ، وباقي
__________________