ذلك ، ومن الأمثلة الأخرى مرسلة السيّاري عن محمّد بن مسلم
في باب العيب في البيع ، أوردها السيّد عبد الحسين اللاري (ت ١٣٤٢ هـ) ثمّ علّق
عليها قائلاً : «مرسلة أحمد بن محمّد السيّاري البصري الضعيف الحديث فاسد المذهب ،
مجفوّ الرواية ، كثير المراسيل ، لكنّ الظاهر انجبارها بالشهرة فتوى ورواية حتّى
جُعلت قاعدة من القواعد المسلَّمة» ، وهي بالفعل من الروايات المشهورة في باب (خيار العيب)
، واستند إليها الفقهاء محتجّين بمضمونها ، على الرغم من إرسالها وضعفها بالاصطلاح
الرجالي الحديث ، وممّن احتجّ بها : العلاّمة الحلّي في تذكرة الفقهاء ، واحتجّ بهذا الخبر أيضاً الشيخ صاحب الجواهر قائلاً : «ولا يقدح ضعف سنده بعد الانجبار بعمل الأصحاب
الذين عبّر كثير منهم بلفظه».
ثالثاً : رواية الثقات الأجلاّء عنه مباشرة :
يظهر من سيرة
المحدّث السيّاري ، وتتبّع أحواله ، أنّه كان أستاذاً لكثير من الرواة والفقهاء ،
إذ كانوا يقصدونه لأخذ العلم ورواية الحديث في مجالات معرفية متنوّعة ، وهذا الأمر
يدلّ على مكانة علمية مرموقة ، وعلى اشتهار وثاقته في الأوساط العلمية ، ولاسيّما
في المجتمع القمّي الذي كان يتحرّج من الرواية عن الضعفاء ، أمّا أهمّ تلامذته ،
وأكثرهم علماً ووثاقةً فهم :
__________________