يقطين ونحوه»(١).
أقول : يشفع للسيّاري أنّ جملة من كبار محدّثي الشيعة وأصحاب الأئمّة كانوا مبتلين بالعمل لدى السلطان ، إمّا كوزراء أو كتّاب أو مسؤولين في بعض مرافق الدولة العبّاسية ، والدويلات التابعة ، او المنبثقة منها ، ومن هؤلاء : علي بن يقطين ، محمّد بن الفرج الرخجي ، عبد الله بن سنان ، محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، وآخرون ، فما يُذكر من عذر لهؤلاء ، يمكن أن يُذكر للسيّاري ، إلاّ أنّ الوضع مع السيّاري مختلف قليلاً ؛ لأنّ آل طاهر كانت لهم ميول شيعية(٢) ، وكانت لهم مصاهرات مع آل زرارة(٣) ، بدءاً من جدّهم طاهر بن الحسين المشهور بـ : (ذي اليمينين) والمتوفّى (سنة ٢٠٦ هـ) (٤) ، وحتّى أحفاده الذين شكّلوا دعائم مهمّة في
__________________
(١) دراسات في علم الدراية : ١٣٦.
(٢) المقصود أنّهم كانوا يحبّون أهل البيت عليهمالسلام ، ويروون شيئاً من مناقبهم ، لا بمعنى موالاة أهل البيت عليهمالسلام ، والقول بإمامتهم.
(٣) تاريخ آل زرارة : ١٩٥.
(٤) آل طاهر أسرة قديمة تنتسب الى أمراء الفرس الأوّلين ، وأوّل من نبغ من هذه الأسرة واشتهر في عهد بني العبّاس ، طاهر بن الحسين بن مصعب ، أبلى في خدمة المأمون أحسن بلاء وأخلص له ونصح في ولائه وتوطيد ملكه ، فولاه خراسان وأطلق يده فيها فأصبحت دولة طاهرية مستقلّة في حكومتها لا تربطها ببغداد إلاّ خطبة المنبر ـ وكان محمّد بن عبد الله بن طاهر عظيم النفوذ في الدولة تميل الخلافة حيث يميل ، نصر المستعين فرجحت كفته على أخيه المعتزّ ومات محمّد في ذي الحجّة من سنة (٢٥٣ هـ) ، أمّا عبيد الله بن عبد الله بن طاهر فقد روى عن أبي الصلت الهروي ، توفّي طاهر سنة (٢٠٦ هـ) ، أما ابنه عبد الله فتوفّي سنة (٢٣٠ هـ) ، أمّا حفيده عبيد الله بن عبد الله فتوفّي سنة (٣٠٠ هـ) فهرست ابن النديم : ١٣٠ ـ ١٣١ ، المجدي في أنساب الطالبيّين : ٣٨٣ ـ ٣٨٤ ، مروج الذهب ٤ / ٦٣ ـ ٧٨ ،