المجازفة ، كما أوضحنا جميع ذلك ممّا لا يرتاب فيه المتأمّل في شرحنا على كتاب المدارك الموسوم بـ : تدارك المدارك ، وكتاب الحدائق الناضرة»(١).
ورُدَّ ذلك بأنّ المصنّف لم يضطرب مبناه ، والتمسّك بالمبنى الأصولي أو الفقهي أو الرجالي لا يدلّ على الاضطراب ، فقد يَردُّ المصنّفُ روايةً معيّنةً ولكن يستدلّ بها إذا كانت مشهورة عند الفقهاء ، فالمبنى عنده هو الأخذ بعمل الأصحاب لا الأخذ بالرواية ، وهذا الفارق ينبغي ملاحظته في مباني الفقهاء(٢).
منهج الفاضل الهندي في كتابه كشف اللثام :
كتاب كشف اللثام عن قواعد الأحكام ـ والذي يُسمّى أيضاً : كشف اللثام والإبهام عن قواعد الأحكام ، و : كشف اللثام عن حدود قواعد الأحكام ، بل وصفه المصنّف في مقدّمة الكتاب بـ : كشف لثام الإبهام وظلام الأوهام عن خرائد قواعد الأحكام(٣) ـ للشيخ بهاء الدين محمّد بن الحسن الأصفهاني المعروف بالفاضل الهندي المتوفّى (١١٣٧هـ) ، في عشرة مجلّدات.
وهو كتاب فقهي استدلاليّ موسّع ، ذكر فيه مصنّفه آراء أعمدة المذهب من فقهاء الإمامية المتقدّمين منهم والمتأخّرين بشكل مختصر وبأسلوب فنّي متين ، فامتاز باستيعابه الآراء الفقهية عند فقهاء الشيعة وعرضها باختصار ، فأضحى
__________________
(١) لؤلؤة البحرين : ٤٥.
(٢) انظر : مناهج الفقهاء ، مجلّة تراثنا ، العدد ١٠٢ / ٤٠. و : مقدّمة مدارك الأحكام : ٣٨.
(٣) كشف اللثام ١ / ١٠٥.