ثلاث قضايا لُغوية في مقدِّمة الشيخ ميثم البحراني على نهج البلاغة (٢) |
|
علي عبد النبي علي حسين
بسم الله الرحمن الرحیم
لقد تناولنا في العدد السابق القسم الأوّل من البحث ونستأنف الكلام فيه:
* ثالثاً : شروط دلالتَيْ التضمّن والالتزام
ينتقل الشيخ مَيْثَم البحراني إلى الشروط التي تتقوّم بها دلالتا التضمّن والالتزام.
أمّا دلالة التضمّن فيُشترط فيها أنْ يكون المعنى المدلول عليه بدلالة المطابقة مركّباً ، أي أنْ لا يكون بسيطاً ، وذلك لأنّ دلالة التضمّن هي أنْ يدلّ اللفظ على جزء معناه ، فإذا لم يكن لذلك المعنى جزءاً انتفت هذه الدلالة.
وأمّا دلالة الالتزام فيُشترط فيها أنْ يكون اللزوم (ذهنيّاً)(١) ، إذْ إنّ اللازم
__________________
(١) يعلّق الشريف الجرجاني في (الحاشية على المطوّل) على مَن اشترط (اللزوم الذهني) في الدلالة الالتزامية أنّه (أنسب لقواعد المعقول) ، أمّا عدم اشتراط هذا اللزوم (المناسب لقواعد العربية والأصول). الحاشية على المطوّل للجرجاني : ٣٢٧ ـ ٣٢٨.