وقفت على تأليف جليل للعلاّمة النبيل مولانا السيّد محمّد بن رسول البرزنجي المتوفّى سنة (١١٠٣هـ) في نجاة أبوي النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وذيّله بخاتمة في نجاة أبي طالب عمّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأثبت نجاته ، وأقام أدلّة على ذلك وبراهين من الكتاب والسنّة وأقوال العلماء ، يحصل لمن تأمّلها أنّه ناج بيقين ، مع بيان معان صحيحة للنصوص التي تقتضي خلاف ذلك ، حتّى صارت جميع النصوص صريحة في نجاته.
وسلك في ذلك مسلكاً ما سبقه إليه أحد ، بحيث ينقاد لأدلّته كلّ من أنكر نجاته وجحد ، وكلّ دليل استدلّ به القائلون بعدم نجاته قَلَبَهُ عليهم وجعله دليلا لنجاته ، وتتبّع كلّ شبهة تمسّك بها القائلون بعدم النجاة ، وأزال ما اشتبه عليهم بسببها ، وأقام دليلا على دعواه ، وكان في بعض تلك المباحث مواضع دقيقة ، لا يفهمها إلاّ الفحول من العلماء ، ويعسر فهمها على القاصرين من طلبة العلم».
ثمّ قال : «وبعض تلك المباحث زائدة عن إثبات المطلوب ذكرها تقوية لما أثبت».
إلى أن قال : «فأردت أن ألخّص في هذه الوريقات المقاصد التي أثبت بها نجاة أبي طالب ، ليكون من عرفها في كلّ محفل هو الغالب.
واجتهدت في تسهيل عبارات تلك المباحث الدقيقة حسب الإمكان ، وحذفت ما كان زائداً عمّا هو مقصود بالبيان ، وزدت كلاماً يتعلّق بذلك وجدته في المواهب اللدنّية والسيرة الحلبيّة له مناسبة لهذه القضية ، فجاء الجميع وافياً بالمراد ..».