ها وإذا وجهه بالنور الأغر |
|
ذا يتلألؤ كأنّه القمر |
والبدر في ليلة تمّ حاله |
|
لدى تمامه وفي كماله |
هذا فما كانت هناك إلاّ |
|
من الزمان ساعة تخلّى |
ها وإذا بولدي البرّ الحسن |
|
قد أقبل السبط وأدبر الحَزَن |
وللحديث صلة وما ذكرناه على سبيل الاختصار.
وبهذا أرى يتهاوى رأي كلّ من مضى بغير رشاد ، ونطق بغير سداد ، وبه ينتقض كلّ ما أبرم عن عناد ، بذريعة أنّه حديث ضعيف الإسناد ، أنّى وهم سادة الأسياد ، وآل أفصح من نطق بالضاد ، وخيرة ربّ العباد.
ولو رأيت القوافي اللامعة في الزيارة الجامعة(١) ، ذات العبارات الساجعة ، لرأيتها بنضد التفاعيل بارعة ، ببراعة شارعة للأغيار مانعة ، ببلاغة ناصعة خافضة رافعة.
وإنّ ما أدهشني وزاد في إعجابي هو تظافر تفعيلات بحر الرجز وبحر المتدارك في آيات الكتاب وفي خطب أئمّة الهدى وأدعيتهم وزياراتهم ، وكما رأيته أيضاً في خطبة العقيلة زينب في مجلس يزيد ابن معاوية (لعنة الله عليه) ولا عجب أن نرى ذلك الإعجاز وتلك الكرامة منهم عليهم السلام فهم من غذّاهم الله بعلمه ، وأودعهم أسراره ، وعلّمهم تفسير الكتاب وتأويله ، ومنحهم جوامع الكلم ، وجعلهم سادة الأمم ، وهم نور من حضيرة القدس الإلهي.
__________________
(١) أنظر مقالنا تحت عنوان القوافي اللامعة في الزيارة الجامعة في مجلّة تراثنا العدد (٨٣ ـ ٨٤).