أو بعشر سور من مثله أو حتّى بسورة من مثل سور الكتاب الحكيم ، ولكن كيف لنا أن نتعرّف على ذلك السرّ لنعلم وتتمّ لنا الحجّة أنّ القرآن الكريم لا يمكن لأحد أن يباريه ويجاريه وأنّه هو الإعجاز الخالد مدى العصور والدهور والآية الناصعة والرسالة الساطعة التي لو جاز السجود لغير الله لكان من الجدير أن نسجد لكلّ آية وكلّ كلمة وحرف من آيات الذكر الحكيم؟
فما هو ذلك الفنّ وتلكم الهندسة وذاك النسيج القرآني التي ترتبط بأسرها بفنٍّ من فنون الأدب العربي والذي تعجز الألباب والأوهام أن تأتي بمثله؟
ولماذا كانت تَنْشَدّ إليه العرب آنذاك كلّما قرعت أسماعهم آيات الذكر الحكيم التي كان يتلوها عليهم رسول الله(صلى الله عليه وآله) من لدن عزيز حكيم؟
ولماذا كانوا يتّهمون رسول الله(صلى الله عليه وآله) بأنّه شاعرٌ ومعلّمٌ مجنون؟
فهذه الأسئلة ما سنتوصّل إلى الإجابة عليها من خلال بحثنا هذا بحوله وقوّته ، فعليه أتوكّل وبه أستعين وهو نعم المولى ونعم النصير المعين.
البيان العربي والقرآن الكريم :
نعلم أنّ البيان العربي يتألّف من ثلاث مكوّنات وهي : النثر والسجع والشعر ، وكلّ من هذه العناوين الثلاثة لها مباحثها العلمية في كتب علم البيان ، وإنّ الشعر هو الوحيد من بين هذه المكوّنات الثلاثة الذي له خصوصية الوزن والقافية من دون قسيميه ـ النثر والسجع ـ فلا يمكن لمستمع