البياني وحسن تعبيرهم في كافّة مجالات الأدب من نثر وشعر وسجع ، فإنّ للأدب
العربي من الظرافة والملاحة والدقّة ما يبهر الألباب ، ويأنس به من ارتاده بكلّ إعجاب
، وخاض إليه سُبُلَ الطلاّب.
تمهيد :
لقد جاءت مقالتي
هذه بعد أمد طويل وشوط وسبيل طويته في دراسة الأدب العربي ، تلك الدراسة التي تعرّفت
عليها في الحوزة العلمية من صرف ونحو وعلم البيان فكانت تبهرني تلك العبارات والجمل
وقد أعجبت بها كلّ إعجاب حيث كنت أرى بها جمال اللغة العربية وأدبها الثرّ ، وممّا
أدهشني رغبةً وزادني شوقاً لمعرفة تلكم الفنون هو كتاب البهجة المرضية لجلال الدين السيوطي في شرح ألفية ابن مالك التي كان لها الأثر الكبير لأن أخوض
غمار الأدب من بين تلكم المسالك ، وبعد دراستي تلك الألفية وتطلّعي عليها ازدادت رغبتي
في معرفة الشعر وأوزانه ، فعكفت همّتي على دراسة أطواره وفنون بيانه ، كما كان للشواهد
الشعرية في النحو وعلم البيان الوقع والأثر الكبير في مثابرتي إلى جانب الشعر والأدب.
فكلّما ازدادت ملكتي
الشعرية قوّة ازداد إعجابي بآيات الذكر الحكيم وبالمأثور من أدعية أهل البيت
عليهمالسلام
وخطبهم وكلامهم
، كما كنت أرى به من الوقع الجميل في البيان والتعبير والنغم الخاصّ بها والذي لم أرَ
لهما مثيلا في بيان العرب من نثر وسجع وذلك دون الشعر الذي يمتاز بالأوزان الشعرية
وهي البحور التي يتكوّن منها الشعر العربي وما في تلك البحور من تفعيلات