أو « تجارب الأمم » ترينا كيف استحالت الحياة بين الإخوة المسلمين إلى حرب عصبية مذهبية لم يكن من الحكمة قيامها.
ويروى ابن الجوزي صاحب المنتظم (١) » فى حوادث سنة ٣٩٨ ه نبأ الفتنة التي جرت بين أهل الكرخ والفقهاء بقطيعة الربيع ، وكان سببها أن بعض الهاشميين من أهل باب البصرة تعرضوا بمحمد بن النعمان ـ فقيه الشيعة المعروف بابن المعلم ـ تعرضا امتعض له أصحابه من الشيعة ، الذين ساروا واستنفروا أهل الكرخ دفاعا عن فقيههم ... ثم صاروا إلى دار القاضي أبى محمد بن الأكفانى وأبى حامد الأسفرائينى ـ وهما من علماء السنة ـ فسبوهما وطلبوا من الفقهاء المواقعة بهم. وازدادت نار الفتنة اشتعالا حين قصد أحداث الكرخ باب دار أبى حامد الأسفرائينى ، فانتقل عنها ونزل دار القطن. وبلغت الحوادث حدا أحفظ الخليفة ، فأرسل الحرس الذين حول بابه لمعاونة أهل السنة. واجتمع أشراف الكرخ وتجارها إلى دار الخليفة القادر ، فسألوه العفو عما فعل السفهاء والأحداث الأغرار فعفا عنهم.
وفى غمار هذه الأحداث والفتن عاش الشريف الرضى ، ولكنه كان أبعد ما يكون عن التعصب ، وكان فيه من سماحة الرأى ، ورحابة الصدر واتساع النظر ما باعد بينه وبين الخوض فى غمرات لم تكن من مصلحة الأمة الإسلامية فى قليل ولا كثير.
ويحدثنا السيد محمد المشكاة فى مقدمة النسخة المصورة من « تلخيص البيان » بأن مؤلف هذا الكتاب هو الشيعي الخالي عن التعصب (٢) .
__________________
(١) جزء ٧ ص ٢٣٧
(٢) مقدمة النسخة المصورة من « تلخيص البيان » صفحة ن