فى تفسيره لمجاز
القرآن ، فألف « المجازات النبوية » : ( إذ كان فى الآثار الواردة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله كثير من الاستعارات
البديعة ، ولمع البيان الغريبة ، وأسرار اللغة اللطيفة
) وأشار من ذلك إلى مواضع النكت ، ومواقع الغرض ، بالاعتبارات الوجيزة ،
والإيماءات الخفيفة.
ولقد وجد الشريف نفسه أمام نصين أو
مصدرين من مصادر البلاغة العربية ، أو لهما معجز وهو القرآن الكريم الذي أنزل على
النبي محمد ، وثانيهما فيه من معجزات البلاغة والفصاحة وجوامع الكلم ما جعله تاليا
لكلام الخالق ، وفوق كلام المخلوقين
. فنصب الشريف الرضى مسنون عزمه لخدمة هذين المصدرين المقدسين عند المسلمين والعرب
، وتتبعهما تتبع دارس لهما ، مفتون بهما ، ليكشف عما فى كل منهما من جمال التعبير
، وروعة البيان ، وسحر البلاغة ، ولطف المسلك ، ووضوح الحجة ، وإشراق الديباجة ،
مما لم يعد أن يكون جاريا على سنن العرب ، ولكنهم لا يرقون إلى مثله مهما انقادت
لهم أعنة الكلام ، وذلت لهم أزمّة البيان.
فأى المصدرين البلاغيين بدأ الشريف
الرضى فى الكشف عن وجوه المجاز والإعجاز ؟ إنه يقول فى مقدمة كتابه « المجازات
النبوية » : ( فإنى عرفت ما شافهتنى به من استحسانك الخبيئة التي أطلعتها ،
والدفينة التي أثرتها ، من كتابى الموسوم بتلخيص البيان عن مجازات القرآن ) ثم
يقول فى موضع آخر من المجازات النبوية : ( وقد استقصينا الكلام على ذلك
__________________