ومن السورة التي يذكر فيها « المطففون »
وبقية المفصل إلى آخر القرآن العظيم
قوله سبحانه : ﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴾ [١٥] وهذه استعارة مجاز ، لأن الحجاب لا يطلق إلا على من يصح عليه الظهور والبطون ، والاستتار والبروز. وذلك من صفة الأجسام المحدثة ، والأشخاص المؤلفة. والمراد بذكر الحجاب هاهنا أنهم ممنوعون من ثواب الله سبحانه ، مذودون عن دخول جنته ، ودار مقامته. وأصل الحجب المنع. ومنه قولنا فى الفرائض : الإخوة يحجبون الأم عن الثلث إلى السدس. أي يمنعونها من الثلث ، ويردّونها إلى السدس. ومن ذلك أيضا قولهم : حجب فلان عن باب الأمير. أي ردّ عنه ، ودفع دونه. ويجوز أن يكون كذلك معنى آخر ، وهو أن يكون المراد أنهم غير مقربين عند الله سبحانه بصالح الأعمال واستحقاق الثواب. فعبّر سبحانه عن هذا المعنى بالحجاب. لأن المبعد المقصى يحجب عن الأبواب ، ويبعد من الجناب.
سورة « الانشقاق »
وقوله تعالى : ﴿ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ، وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ﴾ [ ٣ ، ٤ ] وهذه استعارة. والمراد بها بعث الأموات ، وإعادة الرفات. فكأن الأرض كانت حاملا بهم فوضعتهم ، أو حاملة لهم فألقتهم ، فكانوا كالجنين المولود ، والثقل المنبوذ.
وقوله سبحانه : ﴿ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴾ [١٧] وهذه استعارة. ومعنى « وسق » هاهنا أي ضم وجمع. فكأنه يضم الحيوانات الإنسية إلى مساكنها ، والحيوانات الوحشية إلى