على أن هاتين
الإحالتين ليستا وحدهما الدليل القاطع على صحة انتساب هذا المخطوط لمؤلفه الشريف
الرضى ، وقد يكونان وحدهما قاطعين فى الدلالة ، إلا أننا نسوق من الأدلة الحاسمة
والبراهين الجازمة ما يقطع بأن هذا الأثر العلمي النفيس هو للشريف الرضى لا لغيره
، وأنه ـ رحمهالله ـ ترك فى طى الكتاب من قواطع الأدلة ما يشير بصراحة إليه ،
ويدل بقوة عليه.
فهو يقول فى كلامه عن مجازات سورة
الرحمن : [ وقد كان والدي الطاهر الأوحد ذو المناقب أبو أحمد الحسين بن موسى
الموسوىّ رضى الله عنه وأرضاه سألنى عن هذه الآية
فى عرض كلام جر ذكرها ، فأجبته فى الحال بأعرف الأجوبة المقولة فيها ] .
وما من شك فى أن أبا أحمد الحسين بن
موسى الموسوي هو والد الشاعر العلوي الشريف الرضى. وقد لقب بالطاهر الأوحد ـ كما
يذكر ولده المصنف ـ وكان هذا اللقب مما لقبه به أبو نصر بهاء الدولة
بن عضد الدولة بن بويه الذي كان سلطانا على العراق فى سنة ٣٧٩ ه بعد وفاة أخيه
أبى الفوارس شرف الدولة بن عضد الدولة بن بويه.
وأكثر من هذا فإنا نجد المصنف يقول فى
موطن آخر من المخطوط وهو يتحدث عن الاستعارة فى سورة ص : [ وقال لى الشيخ أبو بكر
محمد بن موسى الخوارزمي ـ أدام الله توفيقه ـ عند بلوغي عليه فى القراءة من مختصر
أبى جعفر الطحاوي إلى هذه المسألة ]
والمعروف أن الشيخ أبا بكر محمد بن موسى الخوارزمي كان أستاذا للشريف الرضى ، وكان
شيخه فى الحديث كما أشار هو إلى ذلك أيضا فى كتابه « المجازات النبوية »
.
وفوق هذا فإنا نرى المصنف يقول فى معرض
الحديث عن مجازات سورة النحل :
__________________